أشار تقرير للأمم المتحدة اليوم الجمعة، إلى أن الإنسان هو العامل الأساسى وراء ظاهرة التغير المناخى، مما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه البحار فى العالم "بوتيرة أسرع" مما كان متوقعا إلى جانب ذوبان الكتل الجليدية فى القطبين بسرعة. وقال التقرير الذى حمل عنوان "التغير المناخى 2013: العلوم الفيزيائية" أن التغير المناخى حقيقة لا تقبل الشك وأنه تم رصد العديد من التغييرات بصورة غير مسبوقة مقارنة بالعقود أو حتى بآلاف السنين الماضية. ويستشهد تقرير اللجنة الحكومية للتغير المناخى (آى بى سى سى) بمزيد من الملاحظات والرصد والتحسن فى فهم الاستجابة للنظام المناخى، بالإضافة إلى نماذج مناخية أفضل. وتتعامل اللجنة الحكومية للتغير المناخى مع أربعة سيناريوهات من الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة التغير المناخى التى تؤدى إلى ظاهرة الاحتباس الحرارى. فى أفضل الظروف تتوقع اللجنة ارتفاع منسوب مياه البحار بمقدار 26 سنتيمترا بحلول 2100 ولكن فى أسوأ السيناريوهات يمكن أن يصل الارتفاع إلى 82 سنتيمترا. كان التقرير السابق للجنة الصادر عام 2007 يتوقع ارتفاع منسوب مياه البحار بما يتراوح بين 18 و59 سنتيمترا . وقال دين قاهى الرئيس المشترك لمجموعة عمل اللجنة التى أعدت التقرير، إنه "نظرا لأن المحيط يشهد دفئا وأنهار الجليد وألواح الثلوج تقل، سيستمر متوسط ارتفاع مستوى البحار عالميا فى الزيادة، ولكن بوتيرة أسرع مما شهدناها خلال الأربعين عاما الماضية". ومن المقرر صدور التقرير كاملا فى 2000 صفحة الاثنين المقبل بعد إقراره من جانب العلماء والمسؤولين الحكوميين فى أكثر من 100 دولة فى العالم خلال اجتماعهم فى العاصمة السويدية ستوكهولم. وأشار الباحث الأسترالى جون تشارش المعد الرئيسى للفصل الخاص بارتفاع منسوب البحر إلى وجود عاملين رئيسيين وراء هذه الظاهرة. وأضاف فى تصريحات له "أن الأسباب الرئيسية هى ارتفاع درجة حرارة المحيطات" فى إشارة إلى البحار الدفيئة و"ذوبان الكتل الجليدية وبخاصة فى ألاسكا وباتاجونيا وجبال الهيمالايا". ووفقا لأغلب التقديرات فإنه من المتوقع ارتفاع درجة حرارة الأرض بما يتراوح بين 5ر1 و8ر4 درجة مئوية. واتفقت الوفود المشاركة فى اجتماعات مغلقة فى ستوكهولم على تلخيص مكون من 36 صفحة لعرضه على صناع القرار. ومن المتوقع أن يؤجج تقرير اللجنة الأممية الجدل الدولى الدائر بشأن التغير المناخى والجهود المبذولة لعلاج ظاهرة الاحتباس الحرارى. وقالت كونيه هيديجارد رئيسة مفوضية العمل المناخى بالاتحاد الأوروبى فى تعليق لها من بروكسل، إن "الموضوع ليس الإيمان بظاهرة التغير المناخى من عدمه الموضوع هو هل نتبع العلم أم لا.. أوروبا ستواصل مطالبة مصدرى الانبعاثات الغازية بالعمل" لمواجهة هذه المشكلة. وفى رسالة مصورة قال الأمين العام للأمم المتحدة بأن كى مون "علينا التحرك الآن" حيث دعا قادة دول العالم ورجال الاقتصاد والعلماء إلى اجتماع لمناقشة قضية التغير المناخى فى سبتمبر 2014. وأشار التقرير الدولى أيضا إلى أن العنصر البشرى يعد السبب الرئيسى فى ارتفاع درجات الحرارة منذ خمسينيات القرن العشرين وأن طبقات الجليد فى مختلف أنحاء العالم تفقد كميات كبيرة من الجليد فى الوقت الذى تتراجع فيه مساحة البحار المتجمدة فى القارة القطبية. وقال التقرير، إن الفترة من 1983 إلى 2012 كانت الأدفأ على الأقل خلال 1400 عام.