سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"واشنطن بوست": تحول جذرى بين كثير من المصريين لصالح الجيش والحكومة.. مواطنون يدعمون إجراءات الحكومة المؤقتة ويريدون حظر التجوال رغم خسائرهم الاقتصادية لرغبتهم فى إصلاح البلاد
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن هناك تحولاً كبيراً بين كثير من المصريين الذين أصبحوا يفضلون الجيش والحكومة فى ظل ما تشهده البلاد من أحداث بعد ثورة 25 يناير. وتحدثت الصحيفة فى البداية عن أحد المصريين، ويدعى حسن حسنى، الذى ابتهج بمجىء الربيع العربى إلى مصر والإطاحة بحسنى مبارك الذى كان يحكمها بالقبضة الحديدية، وبعدها انتخب محمد مرسى ليصبح أول رئيس إسلامى فى البلاد، إلا أنه الآن ومثل الكثيرين فى مصر يدعم الجيش الذى أطاح ب"مرسى" استجابة للمظاهرات الشعبية الحاشدة التى خرجت فى 30 يونيو. ويقول "حسنى": "اعتقدنا أن الأمور ستتحسن عندما يتولى مرسى الحكم، وأن أمثالى من الحاصلين على شهادة فى القانون يستطيعون أن يجدوا وظائف، لكنه عندما وصل للحكم، كان بالكاد ما يتنفس". وتحدثت الصحيفة عن دعم كثير من المصريين للإطاحة ب"مرسى" وجماعته الإخوان وفض اعتصام أنصارهم فى رابعة العدوية والنهضة، وهذا التحول الجذرى فى الرأى العام قد تأكد مع الإفراج عن الرئيس الأسبق حسنى مبارك، دون اندلاع احتجاجات عامة. ومثل الكثير من المصريين، فإن "حسنى" يلقى بمسئولية العنف الذى ساد البلاد بعد الإطاحة ب"مرسى" على الإخوان، ويقول أن أغلب الناس يعتقدون أن الشرطة والجيش يقفان مع الشعب. وتتابع الصحيفة قائلة، إن "الجيش يقول إن ما قام به كان بمثابة ضرية قاسية للإخوان من أجل إنقاذ البلاد من الإرهاب، إلا أن الرفض العام ل"مرسى" يضرب بجذوره فى الآمال الكبيرة التى حملها المصريون العاديون للربيع العربى، ومراراتهم فى كيفية فشل الديمقراطية فى توفير الوظائف وتحقيق العدالة الاجتماعية"، فعندما ثار المصريون فى عام 2011 ضد مبارك، عكس ذلك اشمئزازهم من فساد حكومته وانتهاكات الشرطة، وعدم القدرة على تفير فرص عمل للسكان المتضخمين. ونقلت الصحيفة رأى مواطن آخر يدعى محمد عبد القادر، يقول فيه إنه كل ما أراده هو تطبيق الشريعة، وهو ما كان الإخوان قد تعهدوا به، إلا أن تطبيق الشريعة، من وجهة نظره، لا يعنى حظر الكحول أو ارتداء المرأة الحجاب، وإنما توفير العدالة وتدعم التعاليم الإسلامية، إلا أن حياته زادت سوءا مع تدهور الاقتصاد وتراجع السياحة والاستثمارات الأجنبية فى ظل عدم الاستقرار السياسى. ورغم أن حملة الجيش ستلحق مزيدا من الضرر بلا شك بالاقتصاد، إلا أن العديد من العاملين فى المحلات فى القاهرة يقولون إنهم يدعمون إجراءات حظر التجوال التى فرضتها الحكومة المؤقتة. وقال "حسنى" إنهم موافقون على هذا، على الرغم من أن المقهى الذى يعمل به خسر نصف تجارته، وقال إنه يريد أن تصلح البلاد. وأكدت الصحيفة، أن الاقتصاد لم يكن السبب الوحيد الذى يجعل المصريين يشعرون بالخيانة من قبل نظام مرسى، فقد زادت معدلات الجريمة، وأفسحت الإطاحة ب"مبارك" الطريق لاحتجاجات مستمرة، وفى بعض الأحيان دموية، من قبل العمال والجماعات السياسية، لكن الإطاحة ب"مرسى" أثارت مزيدا من الفوضى والعنف، فى اعتصام أنصار المعزول، ومهاجمة المسيحيين للكنائس، واستهداف الشرطة والجيش. ويتهم الكثيرون الإسلاميين بإثارة العنف.