قال وزير التجارى النيوزيلندى، اليوم الأحد، إن الصين أوقفت استيراد مسحوق الحليب من نيوزيلندا وأستراليا بعد اكتشاف بكتيريا يمكن أن تسبب التسمم الغذائى فى بعض منتجات الألبان، وهو الأمر الذى يهدد تجارة حجمها 9.4 مليار دولار سنوياً. وقالت شركة فونتيرا العالمية العملاقة لمنتجات الألبان، إنها باعت إلى ثمانى شركات كميات من بروتين مصل اللبن ملوثة ببكتيريا كلوستريديوم بوتشيلينم من تصنيع نيوزيندا، وتم تصديرها إلى الصين وماليزيا وفيتنام وتايلاند والسعودية، حيث استخدمت فى منتجات من بينها حليب الأطفال. ونحو 90% من واردات الصين من مسحوق الحليب البالغة 1.9 مليار دولار العام الماضى تأتى من نيوزيلندا، وقال اقتصاديون إن حظراً طويلاً قد يتسبب فى نقص منتجات الألبان فى الصين بما فيها الأنواع الخارجية من حليب الأطفال، شمل الحظر أستراليا بعد تصدير بعض بروتين مصل اللبن إلى هناك قبل شحنه إلى الصين وأماكن أخرى. وقال وزير التجارة تيم جروسر فى تصريحات للتليفزيون النيوزيلندى "السلطات فى الصين أوقفت كل واردات مسحوق الحليب النيوزيلندى من أستراليا ونيوزيلندا وهو فى رأيى أمر ملائم تماماً". ولم يصدر إعلان رسمى من السلطات الصينية لكن هيئة حماية المستهلك قالت إن هناك أربع شركات قد تكون استوردت منتجات ملوثة من فونتيرا. وقالت الإدارة العامة للإشراف على الجودة والتفتيش والحجر الصحى إن الشركات هى دومكس التابعة لمجموعة دانون الفرنسية ووحدتان لمجموعة واهاها وهى من أكبر منتجى المشروبات فى الصين وشركة شنغهاى للسكر والتبغ والخمور المملوكة للدولة. وفونتيرا مورد كبير لمكونات منتجات الألبان بالجملة لشركات الأغذية والمشروبات العالمية، وقالت الشركة إن الشحنات الملوثة شملت أيضاً الوحدة الصينية لشركة كوكاكولا وشركات لتصنيع الأعلاف فى نيوزيلندا وأستراليا. وقالت الإدارة الوطنية للغذاء والعقاقير فى بيان بموقعها على الإنترنت إنها طلبت من ممثلين عن هانجتشو واهاها ودومكس وكوكاكولا الصين وقف بيع المنتجات التى قد تكون ملوثة وسحب أى منتجات مشتبه بها فى أسرع وقت ممكن. وقالت متحدثة باسم كوكاكولا، إن الشركة تستعد لسحب كميات من منتج لها فى الصين قد يكون بروتين مصل اللبن الملوث دخل فى تصنيعه، لكنها أضافت أن المنتج لا يشكل خطراً على صحة المستهلكين نظراً للمعالجة الحرارية التى يمر بها فى أثناء تصنيعه. وفونتيرا مورد رئيسى لمنتجات مسحوق الحليب المستخدمة فى تصنيع حليب الأطفال بالصين لكنها ظلت خارج قطاع المنتجات ذات العلامات التجارية بعد اكتشاف قيام شركة منتجات الألبان الصينية الحكومية سانلو التى تملك حصة كبيرة فيها بإضافة الميلانين -المستخدم عادة فى صناعة البلاستيك- إلى حليب الأطفال فى 2008. وتوفى ستة أطفال فى تلك الفضيحة التى عمت القطاع ومرض مئات آخرون، ومنذ ذلك الحين أصبحت الأنواع الأجنبية من حليب الأطفال سلعة مرغوبة بشدة فى الصين. وتتزامن أحدث أزمة مع ارتفاع أسعار الألبان العالمية إلى مستويات قياسية بسبب مصاعب يواجهها الموردون لمواكبة تنامى الطلب فى الأسواق الناشئة، ومن المتوقع أن يتسبب حظر منتجات نيوزيلندا فى ارتفاع الأسعار فى المدى المتوسط. وقال اقتصاديون إن إمدادات الألبان الصينية المصنعة محلياً متدنية وإن حظر الاستيراد من نيوزيلندا وأستراليا سيؤدى إلى شح المعروض. وقال كون ويامز الاقتصادى لدى ايه.ان.زد لرويترز "الإنتاج المحلى فى الصين ضعيف لذا قد يحدث نقص فى المنتج لفترة"، وقال إن من المرجح أن تلجأ الصين فى الوقت الحالى إلى الاستيراد من الولاياتالمتحدة وأوروبا. وتفيد تقارير أن دولاً أخرى قررت وقف الواردات وسحب منتجات الألبان المصنعة فى نيوزيلندا من الأسواق. وقالت وكالة ايتار تاس أمس السبت نقلاً عن هيئة حماية المستهلك إن روسيا أوقفت استيراد وتداول منتجات فونتيرا، وقالت التقارير إن تايلاند قررت سحب منتجات فونتيرا المستوردة منذ مايو. وفى نيوزيلندا سحبت نوتريسيا التابعة لدانون بعض أنواع حليب الأطفال الذى يباع تحت العلامة التجارية كاريكير.