قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن كلا الطرفين المؤيد والمعارض للرئيس محمد مرسى يدعى أنه يمثل أغلبية البلاد، ومن ثم يملك الشرعية، كما أظهرت مظاهرات 30 يونيو أن أعداد المشاركين فيها فاقوا أعداد مؤيدى الرئيس، ويقول المحللون السياسيون إن هذا يجعل أى حل للأزمة التى تشهدها مصر عالقًا فى حالة من عدم اليقين. فيقول ياسر الشيمى، المحلل بشئون الشرق الأوسط فى مجموعة الأزمات الدولية، إن هناك سيناريو جيد وسيناريو سىء، ويعتقد أن السيناريو الجيد هو أن يلمح الرئيس بأن نهجه فشل فى بناء توافق حتى الآن، وأنه فى حاجة إلى تعديل جذرى، ونظريا تتقبل المعارضة نوعًا من التسوية ثم تعترف بشرعية مرسى. أما السيناريو السىء والأكثر احتمالا، هو أن تقود نسبة الإقبال الكبيرة من جانب المشاركين فى المظاهرات، المعارضة إلى رفع سقف مطالبها، ويرى الشيمى أنه لو استمر زخم الاحتجاجات وأعداد المشاركين فيها، فإن هذا سيجعل قيادات المعارضة أقل استعدادا للوصول إلى حل وسط. ويعتقد محلل مجموعة الأزمات أن هذا سيجعل البلاد تتعثر فى أزمة سياسية ممتدة لعدة أسابيع قادمة. وتحدثت الصحيفة عن موقف الشرطة من المظاهرات أمس، وقالت إنها ظلت غائبة بشكل واضح من الشوارع حول قصر الرئاسة، ورفض بعض أفراد الشرطة علنا حماية مرسى وأنصاره من جماعة الإخوان المسلمين. ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط ويدعى حسين أحمد إبراهيم، والذى كان متواجدا بالقرب من القصر ويلوح بكارت أحمد مكتوب عليه "ارحل" قوله، إنه يرفض مرسى ويريده أن يرحل.. ويضيف سأحمى المتظاهرين لكننى لن أحمى القصر، وكلنا سنفعل هذا، والجيش له نفس الموقف. وعن موقف الجيش، أشارت الصحيفة إلى أن الهتافات والأبواق ارتفعت من جانب المتظاهرين فى ميدان التحرير وبالقرب من الاتحادية عندما حلقت الطائرات الهليكوبتر العسكرية فى سماء المنطقة، وأعتبرها البعض رسالة صداقة من الجيش، وهتف البعض قائلين: "انزل يا سيسى مرسى مش رئيسى". ويقول الشيمى إنه لو لم يفعل الجيش شيئًا، فهذا يعنى تنفس الصعداء، لأن الجيش أشار إلى أنه لا يرغب فى العودة إلى السياسية إلا أن السيسى قال أيضا: إنه الجيش قد يتدخل لو تفاقمت الأزمة السياسية. ويؤكد الشيمى أنه اعتمادا على ما سيحدث خلال الأيام وربما الأسابيع القليلة القادمة، ولو كانت المعارضة قادرة على الحفاظ على الزخم، فإن الجيش ربما يضطر إلى التدخل لمطالبة كل طرف بشكل أساسى بتقديم تنازلات، لكن لو بدأت الاحتجاجات تتلاشى، فإنه يشك فى أن الجيش سيلعب دورا كبيرا. وتحدثت الصحيفة الأمريكية عن قيام محتجون مناهضون للحكومة بنهب مقر جماعة الإخوان المسلمين، ونهب مكاتبها وإضرام النيران فى أجزاء من مبناها الكائن فى المقطم، واستحوذ اللصوص على بعض الأثاث من المبنى. ورأت الصحيفة أن مظاهرات الأحد كانت أكبر استعراض للمعارضة ضد مرسى منذ توليه الحكم قبل عام، وإن كانت الأعداد الموجودة فى التحرير قد تضاءلت بشكل كبير اليوم الاثنين، إلا أن حركة تمرد قد دعت إلى مليونية جديدة غدا الثلاثاء.