أكد عدد من خبراء الصحة وطب الأطفال، أن نسبة حاملى مرض أنيميا البحر المتوسط "الثلاسيميا" فى مصر بلغت حوالى 9%، وهى أعلى نسبة فى دول منطقة البحر المتوسط، مشيرين إلى أنه يولد فى مصر سنويا 100 ألف مولود حامل للمرض لكل 1.5 مليون مولود صحيح. وقالوا إن مراكز الدم الموجودة حاليا لا تكفى احتياجات المرضى، مؤكدين ضرورة تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية للقضاء على هذا المرض تماما أسوة بالبلدان التى بذلت جهدا كبيرا فى الحد من ظهور المرض بين مواليدها . جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد اليوم الأربعاء للأعلان عن حملة "هرسم بدمى حياة" للحد من معاناة مرضى أنيميا البحر المتوسط "الثلاسيميا" والتى أطقلتها وزارة الصحة وقطاع التأمين الصحى، وجامعة عين شمس، والجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط وجامعة الزقازيق، وجمعية رسالة بهدف التشجيع على التبرع للمصابين بالمرض. وقالت نجلاء شاهين - استشارى طب الأطفال لأمراض الدم الوراثية بهيئة التأمين الصحى ممثلة الهيئة بالمؤتمر - إن تكلفة علاج المريض الواحد "للثلاسيميا" تحت سن ال18 تتراوح من 1500 وحتى 2500 جنيه، فيما يتكلف المريض فوق هذا السن حوالى 3500 جنيه. وأضافت أن 70% من الرجال الحاملين لهذا المرض يعانون من عدم القدرة على الإنجاب، فيما يعانى 50% من السيدات الحاملات لهذا المرض من عدم القدرة الإنجابية، الأمر الذى يستدعى ضرورة السيطرة على هذا المرض منذ الصغر. وأشارت إلى أنه بالرغم من هذه الصعوبات إلا أن وزارة الصحة تعمل على توفير العلاج الأمثل المعتمد دوليا والدم للمرضى سواء من خلال فروع هيئة التأمين الصحى، أو المراكز العلاجية المتعاقدة مع الهيئة مثل مستشفيات الدمرداش وأبو الريش والمستشفيات الجامعية. وقالت آمال البشلاوى - أستاذ أمراض الدم وطب الأطفال بمستشفى أبو الريش الجامعى، رئيس الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط - إن نسبة حاملى المرض فى مصر بلغت حوالى 9% وهى من أعلى النسب فى العالم، مشيرة إلى أن هناك طفرة فى العقاقير الحديثة التى تؤدى لعلاج المرض، حيث أظهرت هذه العلاجات نتائج غير مسبوقة فى حماية المرضى من مخاطر ارتفاع مستويات الحديد بالدم، ما يؤدى إلى تحسين حياة المصابين وارتفاع معدلات بقائهم على قيد الحياة". وأشار محسن الألفى - أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بكلية الطب، جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لأمراض دم الأطفال - إلى أن مريض أنيميا البحر المتوسط يحتاج إلى نقل دم فورى بشكل دورى لتعويضه عن كريات الدم التى تتكسر، وللمحافظة على مستوى مقبول من الهيموجلبين فى دمه؛ ما يتسبب فى ترسب الحديد بالدم مؤديا إلى إلحاق ضرر شديد بالأجهزة الحيوية للجسم وعلى رأسها القلب والكبد والبنكرياس، ولا يستطيع المريض التخلص من الحديد المترسب إلا عن طريق الأدوية المكملة. وقال الألفى: إن العقاقير الجديدة التى تعالج مرض الثلاسيميا الوراثية، ساعدت المصاب على أن يعيش حياة طبيعية ويكبر ويتزوج ويساهم فى خدمة مجتمعه إذا حافظت أسرته على علاجه بانتظام، حيث خففت هذه الحبوب من معاناة مرضى الثلاسيميا وأهاليهم". وقال محمد بدر - أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بجامعة الزقازيق - "يعد التشخيص المبكر هو المفتاح للقضاء على المرض، من خلال إجراء فحص الدم للأشخاص المقبلين على الزواج لتجنب زواج حاملين للمرض.