برفضه الصريح للتوصية البلجيكية بإنهاء الموسم بسبب انتشار فيروس كورونا، برهن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على أن الكرة الأوروبية في طريقها لسيناريو استثنائي في الصيف المقبل، من أجل إنهاء منافسات الموسم الكروي الحالي. وكانت رابطة الدوري البلجيكي قد أوصت أمس الخميس بإنهاء الموسم الكروي الحالي، وإعلان كلوب بروج متصدر جدول ترتيب الدوري الممتاز بطلًا للمسابقة، وهو القرار الذي ينتظر إجراءً "شكليًا" بتصديق الجمعية العمومية في الخامس عشر من شهر أبريل الجاري. وأصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بيانًا مشتركًا مع رابطة الأندية الأوروبية عقب ساعات من القرار البلجيكي، أكد خلاله أنه من السابق لأوانه اتخاذ قرارات بإنهاء الموسم الحالي. ولم يكتف البيان برفض القرار البلجيكي، حيث حمل تهديدًا صريحًا للاتحادات الوطنية التي تتخذ مثل هذه القرارات، بحرمان أنديتها من المشاركة في البطولات الأوروبية بالموسم المقبل. وشدد بيان "يويفا" على أن القرارات المتعلقة بإنهاء المواسم المحلية في القارة الأوروبية، يجب أن تتخذ بعد مشاورات مشتركة، وهو الأمر غير الوارد في الوقت الحالي، حيث أكد مسؤولو الكرة الأوروبية انتظارهم حتى شهر مايو المقبل، من أجل اتخاذ قرارات تتعلق بمصير الموسم الحالي. وتفشى فيروس كورونا بشراسة في مختلف أنحاء العالم، حيث أصاب أكثر من مليون شخص، وأودى بحياة ما يزيد عن 50 ألفًا، وهو ما تسبب في تجميد النشاط الرياضي، وأدخل بلدان بأكملها في عزل تجنبًا لمزيد من انتشار الفيروس. وأوصت منظمة الصحة العالمية بتجنب الاختلاط والتجمعات، حيث تساهم في انتشار فيروس "كوفيد-19" المعروف عالميًا بفيروس كورونا، والذي ينتقل عبر الجهاز التنفسي للإنسان، مما جعل إقامة المنافسات الرياضية في الوقت الحالي أمرًا مستحيلًا. بيان الاتحاد الأوروبي واصل التأكيد على أن إنهاء الدوريات المحلية في الموسم الحالي يعد أولوية، حيث ألمح إلى تأجيل منافسات بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، من أجل إفساح المجال أمام إتمام الدوريات المحلية. وجاءت تلك الخطوة بعد تقارير أوروبية عديدة شددت على أن إنهاء الموسم الحالي يعد مسألة "حياة أو موت" للكرة الأوروبية، حيث تصل خسائر إلغاء الموسم إلى ما يقرب من 7 مليارات يورو، وهي خسائر أكد الإسباني خاومي روريس رئيس مؤسسة ميديا برو الإعلامية أن مجتمع كرة القدم لن يقوى على تحمل عواقبها. ويقرّب بيان "يويفا" بعض السيناريوهات "الجنونية" التي أشارت إليها تقارير أوروبية من أجل استكمال الموسم الحالي في الدوريات الأوروبية الكبرى من أرض الواقع، خلال الصيف المقبل، في حالة انحسار موجة انتشار فيروس كورونا. وكانت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أشارت إلى خطة استثنائية من أجل استكمال منافسات الموسم الحالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، تتمثل في إقامة جميع المواجهات المقبلة في منطة واحدة "ميدلاندز" على أن يبقى جميع لاعبي الفرق المشاركة في بريميرليج في معسكرات معزولة، لا يغادرونها حتى نهاية الموسم. وألمحت صحيفة "ماركا" الإسبانية إلى خطة مشابهة من أجل استكمال منافسات دوري الدرجة الأولى الإسباني، تتضمن بقاء اللاعبين في فنادق معزولة، لا يخالطهم فيها سوى موظفين يجرون تحليل كورونا بشكل دوري قبل 72 ساعة من التدريبات. الأمل الأبرز يتمثل في استئناف منافسات الموسم منتصف شهر مايو المقبل، وهو ما يعني أن نهاية يونيو قد يكون موعدًا منطقيًا لنهاية الموسم، على أن تُستأنف منافسات الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي في شهر يوليو. بينما يتمثل السيناريو الأصعب في تأخر استئناف الموسم حتى شهر يونيو المقبل، وهو ما يعني أن منافسات الكرة الأوروبية ستستمر حتى شهر سبتمبر، مما يؤخر انطلاقة الموسم التالي إلى فصل الشتاء. وبذلك السيناريو يتحول الصيف المقبل من صيف البطولات القارية والعالمية، إلى صيف استئنائي يشهد منافسات جميع الدوريات الأوروبية والبطولات القارية للاندية للمرة الأولى في التاريخ، حيث تم تأجيل بطولات كأس الأمم الأوروبية، كوبا أميركا وأوليمبياد طوكيو إلى عام 2021 عقب تفاقم الأزمة.
