من الصعب أن تتعاقد أندية المحترفين الأمريكية مع لاعب مراهق لم يصل بعد إلى عامه ال18 إلا بعد تمام الثقة في كونه سيصبح من أساطير كرة السلة العالمية، وهو ما انطبق على الراحل كوبي براينت. الأسطورة الأمريكية التي وُلدت عام 1978، انتقل مع عائلة للإقامة في مدينة رييتي الإيطالية عندما كان في سن ال13، إلا أنه عاد إلى فيلاديلفيا مجددًا بعد ست سنوات لتبدأ رحلته نحو المجد. عودة براينت إلى مسقط رأسه مجددًا أدت إلى انضمامه لمدرسة لوار مريون الثانوية، وهو ما حمل أنباء سارة بتتويج الفريق ببطولة الولاية في كرة السلة بعد غياب دام 35 عام. خمس سنوات قضاها براينت مع مدرسته لينتهي منها متوجهًا إلى دوري المحترفين الأمريكي مباشرةً بانضمامه إلى لوس أنجلوس ليكرز عام 1996، وهو ما لا يحدث إلا نادرًا. أن يتعاقد فريق محترف في كرة السلة الأمريكية مع لاعب ناشيء انتهى لتوه من أحد المدارس الثانوية، هذا يعني أنه يتمتع بإمكانيات غير طبيعية. إمكانيات براينت ظهرت في فوزه بجائزة "سلام دانك" عام 1997 عندما أصبح أصغر لاعب يتوج بها، ليضمن بعدها مقعده الأساسي مع ليكرز في موسم أصبح خلاله أصغر لاعب يفوز بجائزة أفضل ناشيء في دوري المحترفين. ومن الأسباب الرئيسية لتعاقد ليكرز مع براينت هو إعادة أمجاد الفريق تحت قيادة كريم عبد الجبار وماجيك جونسون، وهو ما حدث بالفعل خاصة بعدما انضم إليه شاكيل أونيل ليكونا ثنائيًا خرافيًا للفريق. أمجاد ليكرز في فترة التسعينات عادت من جديد مع شاكيل وكوبي، ليتوج الفريق بدوري المحترفين الأمريكي ثلاثة مرات متتالية بداية من عام 2000 ونهاية ب2002. إلا أن رحيل أونيل في عام 2004 أدى إلى زعزعة استقرار ليكرز لتتراجع نتائجه، لكن أداء براينت لم يتراجع ليسجل رقمًا قياسيًا بتسجيل 81 نقطة في مباراة واحدة، ضد تورونتو رابتورز عام 2006. عام 2007 شهد تتويجًا تاريخيًا جديدًا لبراينت عندما أصبح أصغر لاعب يسجل 20 ألف نقطة في دوري المحترفين الأمريكي، قبل أشهر قليلة من قيادته للمنتخب الأمريكي نحو التتويج بدورة الألعاب الأولمبية 2008 في بكين الصينية، ليحصد أول لقب أولمبي في تاريخه كلاعب. ما يفعله براينت بمفرده مع ليكرز كان يدل على رغبته في قيادة الفريق نحو تتويج جديد، وهو ما نجح في الوصول إليه عام 2009 عندما أعاد لقب دوري المحترفين لناديه بعد غياب دام سبع سنوات. توهج براينت ظل مستمرًا لقيود ليكرز نحو التتويج الثاني على التوالي بدوري المحترفين عام 2010 رافعًا رصيد ألقابه المحلية كلاعب إلى خمسة ألقاب. وعلى الرغم من وصوله لعامه ال34، إلا أن براينت نجح في الوصول إلى نقطته رقم 30 ألف في دوري المحترفين الأمريكي، كأول لاعب في تاريخ المسابقة يصل لهذا الرقم. دولاب بطولات براينت لم يغلق حتى عام 2012، عندما نجح في قيادة الولاياتالمتحدة للتتويج مرة أخرى بلقب الأولمبياد التي أقيمت في لندن. واستمرت مسيرة كوبي براينت داخل الصالات المغطاة حتى جاء اليوم الأخير من شهر نوفمبر 2015 ليعلن اعتزاله لممارسة اللعبة بعد مباراة ليكرز ضد يوتاجاز شهدت تسجيله 60 نقطة خلالها.
