بهدوء وثقة، يواصل النجم المصري محمد صلاح مضاعفة أرقامه الشخصية منذ ارتدائه قميص فريق ليفربول الانجليزي في الصيف الماضي، وهو ما يضعه على مقربة من أرقام أسطورية، لهدافي ليفربول التاريخيين. ولم يحلم أشد المتفائلين للجناح المصري في مطلع الموسم، بأن يصل لهدفه الثلاثين في منتصف شهر فبراير، وقبل 11 جولة من نهاية الدوري الإنجليزي الممتاز، بخلاف المشوار الأوروبي، الذي يتقدم فيه ليفربول بنجاح واضح حتى الآن. وسجل صلاح هدفًا رائعًا في شباك بورتو البرتغالي، بعدما تحكم بالكرة بشكل مبهر بقدمه ورأسه أمام حارس الفريق البرتغالي، خلال المواجهة التي انتهت باكتساح ليفربول لمضيفه بخماسية نظيفة. وسجل صلاح 22 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليحتل المركز الثاني في جدول ترتيب هدافي المسابقة حتى الآن، بفارق وحيد خلف هاري كين مهاجم توتنهام هوتسبر، كما سجل هدفًا في كأس الاتحاد الإنجليزي، قبل أن يرفع عدد أهدافه في دوري أبطال أوروبا إلى سبعة، بينها هدف وحيد في الدور التمهيدي. وحطم صلاح العديد من الأرقام القياسية بشكل غير متوقع في موسمه الأول مع ليفربول، أبرزها أنه أصبح أسرع لاعب في تاريخ النادي الإنجليزي العملاق يصل إلى 20 هدفًا، حيث احتاج ل 25 مباراة فقط، ليهز شباك توتنهام بهدفه العشرين خلال موسمه الافتتاحي مع ليفربول، قبل تدعيمه بالهدف الحادي والعشرين، في المواجهة التي انتهت بتعادل الفريقين بهدفين لكل منهما. إلا أن رقمًا تاريخيًا سيحتاج لمجهود كبير للغاية من النجم المصري، ليصبح أكثر لاعب يسجل أهدافًا لفريق ليفربول خلال موسم واحد على مدار التاريخ، وهو الرقم الذي يمتلكه الأسطورة الويلزي آيان راش، الذي سجل 47 هدفًا خلال موسم 1983-1984. ورغم صعوبة المهمة التي تنتظر صلاح، إلا أن معدل تسجيل النجم المصري في الأسابيع الأخيرة، يجعل تحقيق ذلك الرقم الأسطوري أمرًا واردًا، لكن ذلك سيتوقف على تألقه في دوري أبطال أوروبا، وكذلك على قدرة ليفربول في الوصول لأبعد نقطة ممكنة في المسابقة القارية. وضمن ليفربول تأهله "إكلينيكيًا" إلى الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا، بعد اكتساحه لفريق بورتو خارج ملعبه، وهو ما يرفع المواجهات المنتظرة لمحمد صلاح في البطولة إلى ثلاث مباريات على الأقل، قابلة للزيادة في حالة مواصلة العملاق الإنجليزي لمشواره الناجح في البطولة التي فاز بلقبها في 5 مناسبات سابقة. عامل آخر يدعم طموحات صلاح في تحقيق "المعجزة" خلال موسمه الأول مع ليفربول، يتمثل في السهولة النسبية لمواجهات ليفربول المتبقية في بريميرليج، حيث يواجه فريق المدير الفني الألماني يورجن كلوب سبعة من فرق النصف الأسفل من الجدول خلال مواجهاته الإحدى عشرة المتبقية. وينتظر ليفربول صدامان فقط أمام الكبار، يتمثلان في الخروج لمواجهة مانشستر يونايتد وتشيلسي في الأسبوعين 30 و37 على الترتيب، بينما يستضيف ليفربول كل من ويست هام، نيوكاسل، واتفورد، بورنموث، ستوك سيتي وبرايتون، فيما يخرج لمواجهة كريستال بالاس، إيفرتون وويست بروميتش. وارتفع معدل تسجيل صلاح للأهداف بشكل ملفت في الأسابيع الأخيرة، حيث تجاوز هدفًا لكل مباراة، بتسجيل 9 أهداف خلال المواجهات الثمانية الأخيرة التي لعبها في مختلف المسابقات. ويتفوق صلاح في معدل تسجيل الأهداف على راش، حيث حقق أسطورة ليفربول رقمه القياسي في 1983-1984 بعد خوض 65 مباراة، بمعدل بلغ 0.72 هدفًا للمباراة الواحدة، بينما سجل صلاح 30 هدفًا خلال 36 مباراة لعبها حتى الآن، بمعدل 0.83 هدفًا للمباراة الواحدة. وامتدح الأسطورة الويلزي محمد صلاح في أكثر من مناسبة، حيث صرح في يناير الماضي أنه يعتبر النجم المصري أفضل من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في الوقت الحالي، مؤكدًا أن قيمة صلاح السوقية تتجاوز في رأيه مبلغ 200 مليون جنيه استرليني.
