يواجه المنتخب المغربي ظروفاً صعبة عندما يلعب ضد البطل التاريخي لأفريقيا منتخب مصر في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية، وكذلك ذكريات سيئة. الجميع في المغرب يتحدث عن "عقدة" مغربية لمصر بسبب عدم فوز الفراعنة عليهم منذ بطولة 1986، ولكن الواقع يقول أن الفريقان لم يلعبا سوى 4 مرات فقط في أخر 20 سنة كان التعادل خلالها مرتين والهزيمة مرتين. العقدة الأولى منتخب المغرب هو الذي سيعاني من عقد كثيرة عندما يلعب ضد منتخب مصر، أولها هو أن مدربهم الفرنسي هيرفي رينار لم ينجح أبداً في تحقيق الفوز من قبل على الفراعنة. رينار قاد منتخب زامبيا ضد الفراعنة من قبل في تصفيات كأس العالم 2010 ونجح في خطف تعادل ثمين في القاهرة في الجولة الأولى لكنه خسر في ملعبه بهدف نظيف في لقاء تفوق عليه خلالها المصري حسن شحاته. العقدة الثانية يقول التاريخ أنه كلما لعبت المغرب ضد مصر في كأس الأمم الأفريقية في أخر 31 سنة يفوز الفراعنة باللقب مهما كانت نتيجة المباراة، ففي عام 1986 فازت مصر (1-0) وحصدت اللقب. ورغم فوز المغرب (1-0) على مصر في بوركينا فاسو عام 1998 إلا أن مصر أيضاً هي التي نجحت في إكمال مشوار البطولة وتحقيق اللقب الذي كان وقتها الرابع في تاريخها الحافل. وفي 2006 أهدرت مصر كل فرص الفوز في لقاء تسيدته منذ البداية وحتى النهاية وأضاع أحمد فتحي وعماد متعب انفرادين كاملين، لكن في النهاية فازت مصر بالبطولة الخامسة في تاريخها رغم التعادل سلبياً في المجموعات مع المغرب. العقدة الثالثة لم تنجح المغرب في تحقيق الفوز على مصر في أرض محايدة بعيداً عن القاهرة أو الدار البيضاء منذ 19 سنة، عندما منحها مصطفى حاجي الفوز بمقصيته الشهيرة. صحيح أن الفريقان لم يلعبا أصلاً منذ ذلك الوقت في أرض محايدة، لكنها واقعة تاريخية صامدة منذ 1998 مثل الوقائع المتباعدة تاريخياً التي ينكز بها الإعلام المغربي الفريق المصري قبل المواجهة الحاسمة. لكننا لن نحتسب هذه، أما العقدة الحقيقية التي سيصعب على المغرب مواجهتها نفسياً قبل مواجهتها في الملعب هي أن مصر لم تخسر في ربع نهائي البطولة مهما كان منافسها منذ 15 سنة عندما ودعت أمام الكاميرون بهدف مبوما. العقدة الرابعة المغرب تفشل دائماً في الوصول إلى نصف النهائي منذ أن حققت إنجازها في بطولة 2004 التي احتضنتها تونس عندما خسرت النهائي أمام أصحاب الأرض. ففي كل المحاولات التالية لم تتخطى المغرب الدور الأول، وكان تعادلها مع مصر في البطولة التالية عام 2006 أحد أسباب ترسيخ العقدة بالخروج المبكر من البطولة. للتواصل مع الكاتب عبر تويتر اضغط هنا