ربما يحظى المنتخب السنغالي بوجود العديد من النجوم المحترفين والبارزين ضمن صفوفه ولكن نجما واحدا فقط يمكنه أن يعيد إلى الأذهان سيرة النجم الكبير الحاج ضيوف ورفاقه الذين حققوا الإنجاز التاريخي للكرة السنغالية. وقبل سنوات ، ومع مطع القرن الحالي ، قاد ضيوف عدد من النجوم الموهوبين مثل خاليلو فاديجا لتحقيق الإنجاز الأبرز في تاريخ كرة القدم السنغالية عندما قاد الفريق لبلوغ دور الثمانية في بطولة كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان والتي أصبحت المشاركة الأولى والوحيدة لأسود داكار في البطولة العالمية حتى الآن. والآن ، تتجه أنظار الجماهير السنغالية صوب المهاجم الخطير ساديو ماني نجم ليفربول الإنجليزي لتحقيق إنجاز فريد مع أسود التيرانجا وقيادة الفريق إلى الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في تاريخ السنغال وذلك من خلال النسخة الجديدة للبطولة والتي تستضيفها الجابون من 14 يناير الحالي وحتى الخامس من فبراير المقبل. ويمتلك ماني 24/ عاما/ الإمكانيات التي تؤهله لقيادة الفريق إلى هذا الإنجاز خاصة إذا نجح في نقل نجاحه الفائق على مستوى الأندية إلى مسيرته مع المنتخب السنغالي في البطولة الأفريقية المرتقبة. ويضاف إلى هذا العلاقة القوية التي يرتبط بها ماني مع المحيطين به ومن بينهم رفاقه بالمنتخب السنغالي حيث يشتهر اللاعب بالهدوء والالتزام الأخلاقي والتواضع في التعامل مع الجميع مما يعطيه قدرة هائلة على التأثير في المحيطين به. وولد ماني في مدينة سيدهيو السنغالية ونشأ في قريبة "بامبالي" التي كان والده هو إمام مسجدها وهو المسجد الذي دفع ماني مؤخرا تكاليف إعادة تشييده. وبدأ معرفته بالكرة من خلال أكاديمية "جينيريشن فوت" التي قال مؤسسها مادي توري ، في تصريحات إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" بأن ماني يمتلك أشياء قد لا يمتلكها الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا نجمي برشلونة الأسباني. وبدأ ماني مسيرته الاحترافية في يناير 2012 مع فريق ميتز الفرنسي وسطع نجمه مع الفريق في غضون ستة شهور لينتقل بعدها إلى ريد بول سالزبورج النمساوي في صيف 2012. وصنع ماني بداية شهرته في عالم الاحتراف مع الفريق السنغالي حيث سجل له أكثر من 30 هدفا في أكثر من 60 مباراة خاضها مع الفريق قبل أن يتقدم خطوة جديدة في مسيرته الاحترافية بالانتقال إلى ساوثهمبتون الإنجليزي في أول سبتمبر 2014. وسجل اللاعب أكثر من 20 هدفا مع ساوثهمبتون في نحو 70 مباراة خاضها مع الفريق مما دفع مسؤولي ليفربول إلى التعاقد معه في صيف 2016 ضمن محاولات تدعيم الفريق تحت قيادة المدرب الألماني يورجن كلوب. وترك ماني بصمة تاريخية في سوق انتقالات اللاعبين الأفارقة حيث انتقل إلى ليفربول مقابل 34 مليون جنيه استرليني ليتجاوز بهذا الرقم القياسي السابق والذي كان من نصيب الإيفواري ويلفريد بوني الذي انتقل من سوانسي سيتي الإنجليزي إلى مانشستر سيتي الإنجليزي في يناير 2015 مقابل 28 مليون استرليني. ومع استمرار تألق اللاعب ؛ حيث سجل وصنع لليفربول أكثر من عشرة أهداف في النصف الأول من الموسم ، لم يكن غريبا أن تختار "بي.بي.سي" اللاعب في المركز الثاني باستفتاء أفضل لاعب أفريقي لعام 2016 فيما حل اللاعب ثالثا خلف الجزائري رياض محرز والجابوني بيير إيمريك أوباميانج في استفتاء الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) على جائزة أفضل لاعب أفريقي لنفس العام. ولهذا ، يحلم ماني بتحقيق طموحات الجماهير السنغالية ويتطلع إلى قيادة الفريق للفوز باللقب الأفريقي.