تلقى السباح الأمريكي مايكل فيلبس أكبر تحية حظى بها أي سباح يوما ما قبل الجولة الأخيرة من منافسات السباحة بأولمبياد ريو دي جانيرو ليخرج بعدها من حوض السباحة بأخر ميدالية ذهبية له، مما منحه المزيد من الهتافات التشجيعية. هذا الأمر كان متوقعا ومستحقا لأنجح رياضي في تاريخ الألعاب الأولمبية بعدما حصد 23 ميدالية ذهبية وثلاث فضيات وبرونزيتين. وقال فيلبس 31/ عاما/ بعد مشاركته في السباق الأخير بالأولمبياد "بعد خروجي من الحافلة وتوجهي إلى حوض السباحة شعرت بأنني في طريقي للبكاء، عملية الإحماء الأخيرة، ارتداء زي السباحة للمرة الأخيرة، المرور للمرة الأخيرة بين الاف الأشخاص الذين يمثلون بلادي". ولم يضف فيلبس أنها "المرة الأخيرة التي يحرز فيها ميدالية ذهبية". الفوز بالميدالية الذهبية في سباق 4×100 متر تتابع متنوع للرجال لم يكن أبدا محل شك رغم أن ادم بيتي منح الفريق البريطاني بعض الأمل خلال جولة منافسات سباحة الصدر. ولكن فيلبس على الفور شارك في جولة سباحة الفراشة وساعده زملاؤه ريان ميرفي وكودي ميلر وناثان أدريان على إحراز الصدارة في النهاية ليتوج الفريق بالذهبية متقدما على نظيريه البريطاني والأسترالي اللذين أحرزا الفضية والبرونزية، على الترتيب. وشارك فيلبس في خمس دورات أولمبية علما بأنه شارك في أولمبياد سيدني 2000 وهو في الخامسة عشر من عمره. وكانت الميدالية الذهبية هي الخامسة لفيلبس في ريو 2016 . ويعد النجم الأمريكي أبرز الرياضيين في تاريخ الأولمبياد حيث تضم قائمة إنجازاته إجمالي 28 ميدالية أولمبية منها 23 ذهبية وثلاث فضيات وبرونزيتين وحصد فيلبس عدة ميداليات في أولمبياد أثينا 2004 ولكن ذروة تألقه جاءت في أولمبياد بكين 2008 حيث شارك في ثمان مسابقات في السباحة الحرة والمتنوع والفراشة والتتابع وفاز بكل هذه السباقات، وحطم الرقم القياسي الذي كان مسجلا باسم مارك سبيتز في عام 1972 كأفضل سباح في تاريخ الأولمبياد. واعتزل فيلبس بعد أولمبياد لندن 2012 ولكن خسارته في سباق 200 متر فراشة جعلته يعدل عن هذا القرار ويشارك في ريو ويستعيد اللقب. المكان الذي سيتركه فيلبس بعد اعتزال عالم السباحة سيكون من الصعب جدا تعويضه، حيث وصفه مدربه بوب بومان الذي عمله معه على مدار 20 عاما، بأنه أقرب إلى "الظاهرة الاستثنائية". ولدى سؤاله عن إمكانية العثور على سباح ناشئ يبلغ من العمر 11 عاما ويمتلك نفس إمكانيات فيلبس ، إجاب بومان "بالتأكيد لا، أنا لا أبحث حتى، إنه استثنائي، إنه ليس ظاهرة جيل واحد ولكن ظاهرة في عشرة أجيال". وأشار فيلبس إلى الجيل القادم من السباحين أمثال مواطنته كاتي ليديكي 19/ عاما/ الذين لحقوا به وهم اطفال واصبحوا الآن أبطالا اوليمبيين. وبالنظر الي سباحين مثل السنغافوري جوزيف سكولينج الذي تفوق عليه في سباق 100 متر فراشة والسباح البريطاني ادم بيتي صاحب الرقم القياسي العالمي في سباحة الصدر، فإنما فعله فيلبس في عالم السباحة يتماثل بما فعله مايكل جوردان في عالم كرة السلة. وقال فيلبس "لقد بدأوا جميعا حلمهم وهم أطفال بهدف تغير لعبة السباحة، أن يفعلوا ما لم يحققه أحد من قبل، وهم يؤدون بشكل طيب للغاية". وستكشف الأيام إذا ما كان فيلبس سيتمسك هذه المرة بقرار الاعتزال أم سيعود مثلما فعل في 2014، ولكنه يحرص أيضا على قضاء الوقت الكاف مع خطيبته نيكول وطفله بومر.