تقرير.. لام يعتزل اللعب الدولي ومازال التصفيق بكأس العالم يدوى

تلقى الكثيرون قرار فيليب لام باعتزال اللعب مع المنتخب الألماني لكرة القدم الجمعة، بشيء من الدهشة، ولكن معرفة الوقت المناسب لترك الساحة قد تكون حركة ذكية من المدافع الصلب.
عندما شاهد العالم فيليب لام قائد المنتخب الألماني يرفع كأس العالم في ريو دي جانيرو يوم الأحد الماضي، لم يكن أحد يتوقع أن يعلن بعدها بخمسة أيام اعتزاله اللعب الدولي.
وبعد العمل بشكل شاق في سبيل تتويج المنتخب الألماني بأول لقب له منذ عام 1996، وأول لقب في المونديال منذ عام 1990، بدا قرار الاعتزال من الصعب تفهمه في بادئ الأمر.
وقال لام المتوج مع الماكينات بلقب مونديال البرازيل في خطاب مفتوح لموقع الاتحاد الألماني لكرة القدم "خلال الموسم الماضي اتخذت قرار إنهاء مسيرتي الدولية بعد نهاية كأس العالم.. لقد أبلغت قراري هذا للمدرب يواخيم لوف خلال الافطار يوم الاثنين".
وقال لام "إنني سعيد وممتن بأن مسيرتي الدولية انتهت بالفوز بلقب كأس العالم في البرازيل".
هذه الكلمات أظهرت أفكار واضحة وبديهية خلف القرار، ومع لام لا يمكن أن تتوقع أقل من ذلك، ولكن القرار في النهاية يظل مفاجئا بصرف النظر عما انتهى عليه كأس العالم.
وتلقى المنتخب الألماني استقبالا اسطوريا يوم الثلاثاء الماضي في برلين ، بعد أن سجل ماريو جوتزه هدفا قاتلا في الشباك الأرجنتينية في المباراة النهائية لكأس العالم.
وشهدت مسيرة لام الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بجانب ستة ألقاب في البوندسليجا وكأس ألمانيا مع بايرن ميونيخ.
واستهل لام مسيرته مع المنتخب الألماني في فبراير 2004 عبر الفوز على أرض كرواتيا بهدفين مقابل هدف.
وسجل لام خمسة أهداف خلال 113 مباراة مع المنتخب الألماني، ولكن أهم هدف له على الاطلاق جاء في المباراة الافتتاحية لمونديال 2006 في مواجهة كوستاريكا.
وقبل أن يفوز بلقب كأس العالم بالبرازيل ، حصل لام مع المنتخب الألماني على المركز الثالث في المونديال في عامي 2006 و2010 وحصد المركز الثاني في يورو 2008، كما شارك في يورو 2004 و2012 .
ربما تطلع لام إلى زميله في بايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايجر، الذي يتعرض لإصابة تلو الأخرى بسبب مشاركاته المستمرة مع النادي البافاري أو المنتخب الألماني، وشعر بأنه يحتاج إلى الراحة وحماية جسده.
وربما رأى لام أنه لن يحقق أي إضافة من خلال المشاركة مع المنتخب الألماني في تصفيات يورو 2016 على مدار عامين، والتي تشهد السفر إلى جلاسجو ووارسو ودبلن حيث أن الهيكل الجديد للفرق ال24 المشاركة في كأس الأمم الأوروبية، قد تشهد وقوع المنتخب الألماني في مواجهة فرق من المستوى الثاني أو حتى الثالث خلال البطولة.
كما أنه من المحتمل أن لام رأى أنه في ظل العقد الذي يربطه ببايرن ميونيخ حتى 2018 فإنه من الأجدى بالنسبة له أن يركز جهوده على التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية خلال الأعوام الأربعة التي تسبق مونديال روسيا 2018.
وبصرف النظر عن الأسباب الحقيقية لقرار الاعتزال، فإن أداء واحترافية لام، تجبر الجميع على احترام قراره والتصفيق لمسيرته الحافلة.
ومن جانبه أوضح كارل هاينز رومينيجه نائب رئيس بايرن ميونيخ "من الصعب أن يوجد وداع أفضل من لقب كأس العالم، كأعلى نقطة في مسيرته. بالنسبة للمنتخب الوطني لن يكون من اسهل تعويض لام كلاعب، قائد وشخص".
والمستوى الهزيل الذي ظهر به المنتخب الاسباني حامل اللقب في مونديال البرازيل، وخروجه من الدور الأول يقدم دلالة واضحة على أن كرة القدم غدارة، وربما هذا ما أوحى إلى لام إلى اعلان اعتزاله وهو في موقف قوة بدلا من أن يضطر يوما ما لاعلان اعتزاله تحت ضغوط الفشل أو خيبة الأمل.