بحسب المستويات الفنية الحالية لثماني ربع نهائي دوري أبطال أوروبا تظهر قرعة دور الثمانية للشامبيونز ليج لموسم 2013-2014 متوازنة للغاية مع التأكيد أنها أنتجت عن منافسات ومواجهات خاصة جداً. فالرباعي الأفضل في القارة العجوز حالياً هو: بايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد الإسباني وتشيلسي الإنجليزي وبرشلونة الإسباني، ومن السيء للأفضل في الرباعي الآخر سنجد، مانشستر يونايتد الإنجليزي ثم بروسيا دورتموند الألماني يليه أتليتكو مدريد الإسباني وأخيراً أتليتكو باريس سان جيرمان الأقرب فنياً للكبار الأربعة. وبغض النظر ما يتردد عن أن القرعة كانت موجهة ومنعت حدوث لقاءات صادمة بين الثلاثي "بايرن - ريال - تشيلسي" أو كلاسيكو فأن القرعة في النهاية كانت عادلة. وخلال التقرير التالي يتحدث يالاكورة عن العدوات الكروية الخاصة التي أسفرت عنها قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2014. أعداء ريال مدريد "برشلونة - أتليتكو" العداوة الأكبر في كرة القدم العالمية بين برشلونة وريال مدريد كلاسيكو الأرض، أما محلياً فمدريد غريمه الأول في المدينة هو أتليتكو مدريد، عندما يلتقيان في دربي مدريلينو. يعبر ريال مدريد عن الصفوة والملوك وهو النادي الملكي كما يطلق عليه، وتقول القصة أنها في سنوات حكم الملك فرانسيسكو فرانكو الأولى كان أتليتكو هو الفريق المفضل له، قبل أن يتحول التفضيل الملكي للريال في الخمسينيات، ووقتها رد فرانكو عندما قام المجتمع الدولي بمقاطعة بلاده : "ريال مدريد هو أفضل سفير ممكن لنا". وبعدها تحول وصف الفريق الملكي من أنصار أتليتكو بأنهم فريق الحكومة وعار على المدينة، ورغم التفوق المنطقي للريال في المواجهات المباشرة، فأن أتليتكو يتفوق في نهائيات الكأس 4-2. أما الكلاسيكو برشلونة وريال مدريد، فهو كلاسيكو الأرض وتم أخذ الأسم لأغراض تجارية لمنافسات أخرى عبر العالم. مدريد وبرشلونة هما أكبر مدينتان في إسبانيا وهم من أغنى وأنجح الأندية في العالم، وطالما ضما أفضل نجوم الأرض وحالياً يتقاسمان ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. وبالطبع تأتي رغبة كتالونيا في الحكم الذاتي وما يخلفها من صراعات سياسية وفكرية على مدار السنوات الماضية في تقوية العداء كروياً. تقام مباراة الذهاب في 1 أبريل بملعب كامب نو معقل البارسا، والإياب بملعب فيسنتي كالديرون ملعب الفريق المحلي في 9 أبريل. أعداء جوارديولا "مورينيو - إبراهيموفيتش" سيظل مشهد تهكم جوزيه مورينيو المدير الفني لإنترناسيونالي ميلانو على نظيره بيب جوارديولا مدرب برشلونة ولاعبه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش ما بين شوطي إياب نصف نهائي بطولة 2010، عالقاً في ذاكرة عشاق كرة القدم الأوروبية والصراعات الخاصة. مورينيو الذي يشغل حالياً منصب المدير الفني لفريق تشيلسي، والذي زامل بيب في برشلونة كمدرب لياقة ومترجم، بينما كان الآخر لاعباً هاماً، ظل دوماً يسكب النار على بنزين الصراعات مع المدرب الهادىء جوارديولا مما جعل عداوة "بيب - مورينيو" هي الأكبر بين المدربين الذان يعتبرهما الكثيرون وأنا منهم الأفضل في العالم. ويمثل لقاء إبرا بمورينيو لقاء لأعداء جوارديولا.. وخلال السطور التالية ستعرفنا المقولات التالية لماذا بيب هو عدو مورينيو وإبرا: إبرا : "جوارديولا كان يحدق في وجهي، اعتقدت أنه عدوي، لقد قام بشراء سيارة فيراري - يصف نفسه - وتعامل معها على أنها فيات". مورينيو: "سأكون خجولاً لو فزت بدوري الأبطال بالطريقة التي حققه بها جوسيبي جوارديولا مع برشلونة في 2009 في مباراة تشيلسي - نصف النهائي -." جوارديولا لم يقم بالرد بشكل مباشر على إبرا، بينما تحدث عن علاقته بجوزيه مورينيو لمدة أربع سنوات خلال عملهما في برشلونة مبدياً دهشة من الطريقة العدائية لبيب في تصريحاته عليه، وهي التي وصفها البعض بالحرب النفسية. تقام مباراة الذهاب في ملعب حديقة الأمراء معقل الفريق الباريسي في 2 أبريل، بينما تلعب مواجهة الإياب في ستامفورد بريدج في 8 أبريل. أعداء التيكي تاكا تكرر مواجهة بروسيا دورتموند وريال مدريد لقاء مفاجأة نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي التي فاجىء من خلالها دورتموند ريال "مورينيو" حيث نجح في التفوق 4-3 في مجموع المباراتين على الفريق الذي كان مرشحاً كالعادة للتتويج باللقب. وريال مدريد يعيش مع دورتموند عداوة للتيكي تاكا أسلوب لعب المدرب جوسيبي جوارديولا الذي مثل عقدة لريال مدريد بأسلوب لعبه الذي يعتمد على الاستحواذ الدائم والتمرير بالإضافة للمهارات الفنية للاعبين، وخلال فترة بيب في إسبانيا نجح في سحق ريال مدريد 6-2 و5-0 وانتصارات متفرقة أخرى بالسوبر الإسباني وكأس الملك والليجا ودوري الأبطال. أما بيب الذي يطبق نفس الأسلوب مع بايرن ميونيخ نجح في التفوق 3-0 على بروسيا دورتموند والأقتراب من لقب الدوري والتأهل لنصف نهائي الكأس وربع نهائي الشامبيونز، بفارق من النقاط مع دورتموند وصل ل23 نقطة قبل 8 مراحل من النهاية بنفس التكتيك الفني الذي يلاقي انتقادات واسعة من أسطورة ألمانيا وبايرن فرانز بكينباور. تقام مباراة الذهاب في 2 أبريل بملعب سنتياجو بيرنابيو معقل الفريق الملكي، والإياب بملعب سيجنال إدونا بارك ملعب أسود الفيسيفاليا في 8 أبريل. أعداء 99 (بايرن - مانشستر) بعيداً عن الخلافات السياسية وأحاديث الحروب العالمية في القرن العشرين، فأن الصراع الكروي بين الألمان والإنجليز متأجج كروياً بمواجهتي نهائي، ومواجهتي نصف نهائي وأخيراً لقاء ثمن نهائي مونديال 2010. إنجلترا هزمت ألمانيا 4-2 في نهائي مونديال 1966 البطولة الوحيدة التي حققتها الأسود الثلاثة عبر تاريخها بهدف من كرة لم تتجاوز خط المرمى ل. وبعد 44 سنة تكرر الموقف بالعكس حين سحقت ألمانياإنجلترا 4-1 في دور ال16 لمونديال 2010، وسجل فرانك لامبارد هدفاً لم يحتسب في شباك مانويل نوير. أما عن مانشستر - بايرن تحديداً فالعداوة لا بد لها أن تظهر ليس فقط لأنهما أكبر فريقين في البلدين، ولكن لأن نهائي كامب نو دوري أبطال أوروبا سيظل محفوراً في الذاكرة ففي الوقت الذي احتفل فيه أوتمار هيتسفيلد المدرب والقائد لوثار ماتيوس ورئيس النادي فرانز بكينباور، سرق أوليجنار سوليسكاير وتيدي شيرنجهام الفوز بثنائية في الوقت الضائع لينال اليونايتد الثلاثية ويحصل أليكس فيرجسون على لقب سير. أما الألمان فنجحوا خلال الفترة من 66 إلى 2000 في التفوق رسمياً على إنجلترا في كل المباريات التي احتاجوا إليها، نصف نهائي كأس العالم 90 ويورو 96 وربع نهائي يورو 72 ومن قبلها مونديال 70، والتفوق في لقاء بالدور الثاني لمونديال 82 حيث تأهلت ألمانيا في مجموعتها مع إنجلترا وإسبانيا بثلاث نقاط مقابل نقطتين للإنجليز. أما بايرن نفسه فبعد خسارته أمام يونايتد في نهائي 99 ثأر لنفسه مرتين ففاز 3-1 في ربع نهائي 2001 وبقاعدة الهدف خارج الملعب بهدفين في 2010. تقام مباراة الذهاب في 1 أبريل بملعب أولدترافورد ملعب اليونايتد، والإياب بملعب إليانز آرينا معقل بايرن في 9 أبريل.
