قد لا تحتاج لكثير من المال لتستقطب لاعباً أجنبياً مؤثراً يخدم فريقك الكروي كما يصنع كثير من الأندية لدينا وتكون محصلتها سلبية للغاية لا تحقق أي نسبة عالية من النجاح. فلا الشباب كان مقنعاً في اختياراته، ولا النصر كان موفقاً في اختياراته ولا الاتحاد كذلك ولا الأهلي في بعض الأسماء. في الموسم الفائت كان أجانب الفتح العلامة الفارقة التي استطاعت أن تضيف قوة كبيرة لفريقها وأسهمت بعد توفيق الله في تحقيقه بطولة الدوري أول مرة في تارخ النادي، وأول مرة في تاريخ الدوري السعودي منذ انطلاقته. الأسماء التي شاركت الفتح الموسم الفائت كانت مميزة جداً، ولم تكن بأسعار مالية مكلفة حيث استطاع القائمون على النادي استقطاب المدافع سيسكو، والمحور المميز شادي أبو هشهش، وصانع الألعاب الخطير، والماهر ايلتون جوزيه، والمهاجم القناص دوريس سالمون بمبالغ مالية معقولة جداً ولكنها كانت اختيارات موفقة وحسب نظرة فنية ثاقبة، ووفقاً لاحتياجات الفريق، فكانت المحصلة إضافة فنية عالية، والنتيجة منجز كبير تمثل ببطولة الدوري. والدليل على قيمة هذه الأسماء العالية وأهميتها الكبيرة على الفريق تراجع مستوى الفتح، ونتائجه بعد رحيل لاعبين اثنين فقط من هؤلاء. الموسم الحالي التعاون، ونجران يكرران التجربة فالتعاون ينجح في استقطاب المهاجم الكاميروني الخطير، والهداف الماكر أبولو بعيداً عن أعين السماسرة، وبعيداً عن الصخب الإعلامي حيث استطاع أبولو أن يكون إضافة فنية كبيرة ولم تسلم منه شباك كثير من الفرق المنافسة بعد أن تمكن من زيارتها بحرفنة عالية حتى اعتلى بأهدافه الثمانية قائمة الهدافين مناصفة مع البرازيلي تياقو نيفز وبات هذا اللاعب محط أنظار كثير من الأندية الكبيرة ذات المقدرة المالية العالية. الحال نفسه ينطبق على نجران الذي استقطب المهاجم البرازيلي دي سانتوس صاحب البنية البدنية الجيدة، والحس التهديفي العالي الذي مكنه من المنافسة على صدارة الهدافين بأهدافه الستة فقد استطاع بتحركاته المزعجة، ومشاغباته المستمرة أن يشكل قلقاً على دفاعات الفرق المقابلة ليكون إضافة فنية جيدة لفريقه وهو الذي حضر بمبلغ مالي معقول. العبرة تتلخص هنا في أن الفكر الإداري يستطيع بمنهجيته الجيدة، وخبرته الكبيرة وبالتشاور مع المتخصصين، والفنيين من أبناء النادي على وجه التحديد أن يتحقق الهدف وأن تصل إدارة النادي بفكرها العالي للاعب صاحب الإمكانات الجيدة الذي يحتاجه الفريق حتى وإن لم يحظ بسمعة كبيرة فالعبرة في النهاية ما يقدمه اللاعب على أرض الميدان لا في قصاصات الصحف، ومقاطع اليوتيوب.