في 22 مايو 2010 فاز رفاق ويسلي شنايدر في إنتر ميلان على رفاق مواطنه آرين روبين في بايرن ميونيخ على ملعب سنتياجو بيرنابيو معقل ريال مدريد، ليكتبا معاً قصة انتقام من الفريق الذي تخلى عنهما، فهل يتكرر الأمر في نهائي لشبونة بين إيه سي ميلان وآرسنال.. كاكا وأوزيل. ربما يكون إيه سي ميلان وآرسنال الآن أكثر منطقية للعب نهائي دوري أبطال أوروبا يوم 24 مايو 2014 بملعب استاديو دا لوز بالعاصمة البرتغالية لشبونة، عن إنترناسيونالي ميلانو وبايرن ميونيخ وقت انطلاق موسم 2009-2010. ولربما هناك عوامل أخرى سيتم تحديدها على مدار الموسم كمدير فني بحجم جوزيه مورينيو، أو ثنائي هولندي مثل ويسلي شنايدر وآرين روبين قادا إنتر وبايرن للعب نهائي أوروبا بعد أشهر قليلة من الرحيل عن ريال مدريد. ليس هذا فقط فلكل موسم ظروفه الخاصة، ولكل لاعب شخصيته التي تساعده على التأقلم والنجاح وتحقيق المستحيل، بالإضافة للظروف المحيطة داخل فريقه وأولويات الفريق نفسه في المنافسة على الألقاب. الرافضان المتألقان أوزيل وروبين يتشابه السيناريو الحاصل حالياً لمسعود أوزيل مع ريال مدريد بموقف روبين عند رحيله عن الفريق الملكي في صيف عام 2009. وصرح روبين عقب رحيله لصفوف بايرن ميونيخ الألماني مقابل 25 مليون يورو أنه أجبر على ترك ريال مدريد وأن النادي أصر على بيعه رغم رفض اللاعب. أما قصة أوزيل والتي لم يسمع عنها إلا قبل يومين من غلق باب القيد فكان المحور الرئيسي لها هو رغبة النادي المدريدي في تعويض الأموال التي أنفقها على صفقة جاريث بيل، بالإضافة لموافقة المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي على رحيل أوزيل وبقاء الأرجنتيني أنخيل دي ماريا. أما أوزيل نفسه فأكدت الصحافة الإسبانية وبالتحديد صحيفة "ماركا" رفض اللاعب للرحيل عن ريال مدريد، وتمسكه بالفريق حتى اللحظة الأخيرة. وإذا قمنا بالحديث عن مردود روبين في موسمه الأخير مع ريال مدريد سنجده شارك في 35 مباراة وظهر اعتماد المدرب الألماني بيرند شوستر ومن بعده خوان دي راموس عليه بشكل أساسي ونجح في تسجيل ثمانية أهداف وساهم في فوز الفريق بالدوري في 2008 وكان صانع الهدف الثاني للريال في لقاء 6-2 الشهير. الغريب أن روبين كان أساسياً في تشكيلة ريال مدريد خلال التحضيرات لموسم 2009-2010 ونجح في تسجيل 3 أهداف، لكن قدوم ريكاردو كاكا وكريستيانو رونالدو جعل رئيس النادي فلورنتينو بيريز يقرر التخلص منه. ونفس الأمر تكرر مع مسعود أوزيل الذي ينال شهادات الثناء والإطراء من الجميع، منافسين ومشجعين فما بين كلمات سيسك فابريجاس بأنه ثاني أفضل لاعبي الريال وصافرات الاستهجان التي رددتها الجماهير على مسامع بيريز رافضة بيعه لآرسنال يوم تقديم جاريث بيل. فأوزيل أنهى الموسم الفائت بصناعة 29 هدف وتسجيل 26 هدف، رغم فشل ريال مدريد في تسجيل أي هدف، بل وبدأ الموسم خلال مباراة ريال بيتيس بشكل لم يكن يوحي برحيله عن مدريد. ميلانو المصابان البعيدان شنايدر - كاكا ربما يتشابه ريكاردو كاكا وويسلي شنايدر في أنهما لم يحجزا الأماكن الأساسية في تشكيلة فريق ريال مدريد خلال أربع سنوات للأول وموسمين للثاني. انضم شنايدر لصفوف ريال مدريد في أغسطس 2007 قادماً من أياكس أمستردام مقابل 27 مليون يورو ليصبح ثاني أغلى لاعب هولندي، ثم يرتدي قميص ديفيد بيكهام، لكن شنايدر عانى من أكثر من إصابة في مسيرته مع فريق العاصمة الإسبانية جعلته يغيب لفترات عديدة وطويلة وهي كلمات تنطبق أيضاً على كاكا. ويتشابه كاكا وشنايدر في مسيرة من تألق وبزوغ في ميلان وأياكس لم يصل أيهما لنصفها في مدريد. أما ريكاردو كاكا فقد انضم لصفوف الفريق الملكي في صفقة بلغت 68 مليون يورو ليشارك بصفة أساسية في موسمه الأول تحت قيادة المدرب التشيلي مانويل بيللجريني لكن الأمور ساءت في الثلاث سنوات التالية. وعانى كاكا من الإصابات وفشله في حجز مكاناً أساسياً في تشكيلة ريال مدريد بعد انضمام مسعود أوزيل في الموسم التالي، واعتماد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على الأخير بشكل أساسي.