بينات المغامر نجح بامتياز

قبل المدرب الأسباني الشاب بينات والذي لم يكمل الأربعين عاماً مهمة تدريب الاتحاد في مغامرة شجاعة عطفاً على التوقيت الصعب الذي تولى فيه المهمة والتي تزامنت مع مشكلات إدارية، ومالية ضيقت الخناق على صناع القرار في البيت الاتحادي، وأوقفت مساحة التحرك لديهم لتقديم شيء يخدم الكيان الاتحادي، كما تزامن تولي بينات مهمة التدريب في ظروف عصيبة أخرى تمثلت بالاستغناء عن مجموعة من اللاعبين الأساسيين، والمؤثرين في التشكيلة الرئيسة عطفاً على السنوات الطويلة التي قضوها مع الفريق،ومدى تعلق الجماهير بالبعض منهم، وبالتحديد محمد نور.
كل هذه المعطيات التي تزامنت مع قبول بينات لمهمة تدريب الاتحاد كانت كفيلة بأن يكون عمله الفني متواضعاً خصوصاً أن الموسم الرياضي مضى منه الكثير ولم يتبق فعلياً سوى بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وهي التي تعد بداية القصة الحقيقية لإبراز عمل المدرب، وجهده بعد أن أمضى مع فريقه الشاب فترة لا بأس بها فهم من خلالها الكثير من أسرار البيت الاتحادي، وطوع لاعبيه الشبان للتكيف مع طريقته في فترة قياسية ساعده على ذلك معرفته لتلك الأسماء حين كان مشرفاً على الغالبية منها في الفريق الأولمبي، وهو الأمر الذي سهل عليه المهمة بدرجة كبيرة.
النجاح الفعلي كانت بالخطوة الأولى من كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال والتي تجلى فيها الاتحاد أمام منافسه القوي الهلال، وتغلب عليه في الشرائع بثلاثة أهداف لهدفين وذهب البعض من النقاد حينها للتقليل من هذا الفوز واعتبره البعض فقاعة صابون إلى أن جاء الرد في مواجهة الرد بالرياض ومعها كان الحسم، والتأهل على الفريق الأقوى بكامل عناصره المحلية، والأجنبية.
عرف بينات كيف يسخر إمكانات لاعبيه، وفهم أولئك الشباب ماذا يريد مدربهم فكانت المحصلة انتصارا ساحقا على بطل الدوري الفتح في مواجهتي الذهاب، والإياب بنتيجة إجمالية قوامها ستة أهداف نظيفة كانت كفيلة بنقل الاتحاد للمباراة النهائية.
هل ينجح بينات بإكمال العمل الفني الجميل الذي بدأه مع فريقه، وأظهره جميلاً متناغماً خلال هذه البطولة ليقطف ثمار ذلك الجهد بتحقيق اللقب الكبير ؟ خصوصاً أنه مدرب ذكي ذو كفاءة عالية يجيد التكتيك، ويحرص على الآداء السريع المليء بالحماس،ويقرأ منافسه جيداً ليتعامل معه وفقاً لمتطلبات المباراة..