في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ. أولا وقبل أي شيء لا بد أن يعرف كل مواليد التسعينات والذين لم يحالفهم الحظ في رؤية نهائي الكامب نو 1999 بين مانشستر يونايتد والبايرن في نهائي مجنون أن الإثارة التي لم يعيشوها في الماضي أقل بكثير من التي عاشوها أمس إذا حالفهم الحظ وشاهدوا ربع نهائي دوري الأبطال بين بروسيا دورتموند مالاجا والتي انتهت بفوز ( إدريناليني ) لدورتموند على النادي الأندلسي بثلاثية مقابل هدفين. نعم أعرف المدرج الشمالي لبروسيا دورتموند ( أكبر مدرج في العالم لنادي ) وأعرف كيف يصفه منافسيه بالقول " عندما تري المدرج الشمالي لدورتموند تشعر بأنك تقف امام جبل ملئ بالبشر وخلفه بشر أكثر "... ما قدمه أمس مشجعي بروسيا وتحديدا من هذا المدرج رسالة لكل المشجعين في العالم أيا كان اسمهم بأن التشجيع فن وهناك فارق كبير بين الفن و ... ،وأن ليس كل ما يرسم يثير الإعجاب فالبعض يثير الدهشة كما حدث أمس والأخر يثير الاشمئزاز كما يحدث عندنا. سيناريو كلوب نعم فهو سيناريو يورجين كلوب الذي يقدم الجديد كمدير فني وهو ما سنوضحه في التحليل ..بدأ كلوب كالمعتاد 4-2-3-1 بوجود بيشيك وشميلزر كظهيري جنب وسانتانا وسوبوتيتش كقلبي دفاع أمامهم جوندوجان وبيندر كإرتكاز ثم الثلاثي بلازيوفسكي وريوس على الأطراف وفي القلب كان ماريو جويتزه خلف ليفاندوفيسكي. في المقابل لعب الشيلي المحنك بيلليجريني 4-4-1-1 بالاعتماد على ديمكيلس وسانشيز في قلب الدفاع ولعب على الطرفين خيميز وانتونيس وفي الوسط لعب دودا وخواكين كأطراف هجومية بينهم كماتشو وتولالان ثم إيسكو وبابتيستا في الهجوم. حصار أندلسي في البداية نظرا لتقدم خواكين ودودا مع بابتيستا وإيسكو لمحاولة الضغط المبكر على رباعي دفاع بروسيا والضغط هنا يبدأ من قبل منتصف الملعب وحرمان الدورتموند من ميزة تناقل الكرة كثيرا في العمق ثم إرسال كرة للطرف ( أسلوب كلوب المعتاد ). لم أشهد مدربا طبق أسلوب كلوب أمس باستثناء بلان مع المنتخب الفرنسي و فشل ولكن مع الألماني كان الوضع مختلفا ...فبعد 10 دقائق بدأت تغييرات يورجين كلوب التكتيكية في شكل الفريق. انطلاق شميلرز وبيشيك للثلث الأوسط في ملعب مالاجا .. حدثت من قبل مع مدربين أخرين .. ولكن جديد كلوب أنه قام بفتح المعلب على مصراعيه بأن تحول سانتانا وسوبوتيش إلي ما يشبه ظهيري جنب وليس قلبي دفاع على أن يصبح جوندوجان هو عمق الدفاع لبروسيا وهنا يصبح بيندر إرتكاز دفاعي وحيد بالتبادل مع بيندر. ما سبق جعل بيللجريني يقوم بشكل تكتيك الفريق في الجزء الهجومي فأدخل خواكين للعمق أكثر مع تطرف يسارا لباتيستا وانطلاق لإيسكو في العمق لمباغتة تكتيك كلوب. رد كلوب الثاني في إتاحة الفرص لريوس للدخول إلي عمق الملعب مع تراجع بسيط لجويتزه للعب بجوار بيندر ..وهو ما أتح الفرصة لتداول اللعب في العمق خاصة لو عرفنا أن جوندوجان كان هو من يمرر الكرة في العمق للثلاثي السابق ..حتي يتاح لكلوب إرسال تمريرة لطرفي الملعب ( بيشيك – شميلزر ) .. شاهد الشكل التكتيكي تكتيك كلوب by ayman100100 لدورتموند كلوب :
مباغتة الخصم ولو بخدعة بسيطة هي من تصنع الفارق دائما في المباريات الكبيرة وكلوب لم يحتاج لوقت كبير حتي يضغط مالاجا في نصف ملعبه بعد فكرة بيلليجريني التي شرحناها سابقا .. المهم أنه تعامل مع المباراة بسرعة كبيرة وهو ما يوضح كفاءة كلوب. عندما بدأت المبارة تدخل في الثلث ساعة الأخير كنت متوقعا دخول نوري شاهين بديلا لبيندر وهو ما تحقق ومعه دخول شيبر بديلا لبلازيوفسكي وهنا بات الإعتماد على 4-1-4-1 ومع دخول هدف مالاجا الثاني ( تسلل واضح ) بدأت أنظر اكثر لمالاجا وتغييرات بيلليجريني والتي كانت غير موفقة على الإطلاق. دخول روكي سانتا كروز وبورتيو بديللين لخواكين وبابتيستا ..تغيير مركز بمركز وأنت متقدم وتحتاج للتعادل ..لماذا لم تقحم مدافع لمعاونة ديمكيلس و سانشيز في اصطياد الكرات الطولية التي لعبها دورتموند. المفاجأة الاكبر والتي جعلتني غير مصدق لما أراه كان دخول هوملز بديلا لجوندوجان .. مدافع يدخل بديلا للاعب وسط وانت تحتاج لهدفين .. ما قام به يورجين لم يكن نوعا من الاختراع ولكنه أقحم سانتانا ( المدافع فارع الطول ) للعب كرأس حربة ولعب نوري شاهين كإرتكاز ولعب ليفاندوفسكي متأخرا قليلا خلف سانتانا وبجوار جويتزه وعلى أطراف الملعب ريوس وشيبر إضافة إلي بيشيك وشميلرز. أي جحيم صنعته يا كلوب في أخر دقائق المباراة .. وأي كرة يلعبها هوملز الذي كان يلعب كرات حريرية تمر بسهولة خلف مدافعي مالاجا وهنا جاءت قمة الإثارة بإحراز دورتموند لهدفين في الوقت بدل الضائع ..منهم هدف تسلل. الفريقان استفادا من الاخطاء التحكيمية .. أعود لما قلته بإن الإثارة التي كانت أمس كانت اكثر من نهائي كامب نو لإن هناك هدفين من تسلل واضح وهو ما أضفي نوعا من الإثارة الغير معقولة على اللقاء وهنا أجدني أقف مع بلاتيني ضد بلاتر في عدم تطبيق التكنولوجيا. لو كانت هناك تكنولوجيا لم يكن كلوب ليقول بعد المباراة بأنه يشعر كأنه فاز بدوري الأبطال من كم الانفعال الذي حدث ..وأعود هنا إلي ال 10 دقائق الأخيرة فلو كانت التكنولوجيا موجودة لما أحتسب هدف مالاجا ولو فاز وقتها دورتموند بهدف في الوقت الأصلي او بدل الضائع ما شعرنا بجديد ..الإثارة أمس كانت مع هدفين تسلل في وقت يسمي عند الغرب In No Time ليتحقق الفوز وتشعر بكم غير طبيعي من الإدرينالين في جسدك ليتحقق فوزا إدريناليا ألمانيا صعبا ولكنه مستحقا. للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك