بعد أن تنازلنا عن لقبنا الآسيوي في السنوات الأخيرة لصالح المنتخبات التي تعمل بكل حرص للوصول للعالمية من أوسع أبوابها دون ضجيج إعلامي مصطنع، تكررت وتجددت مآسينا بالخروج المر من تصفيات كأس العالم ليكتمل العقد الاسوأ هذه المرة بالخروج الحزين من كأس الخليج ومن الدور الأول وذلك بالخسارة أمام العراق والكويت وفوز وحيد على اليمن الأقل خبرة في هذا المحفل الخليجي. الكرة السعودية أصبحت في أزمة حقيقية والسبب أن اللاعبين الحاليين غير مقنعين لكل الشارع الرياضي السعودي في الفترة الحالية لهبوط مستوياتهم وتواضع إمكانياتهم مقارنة بمن سبقوهم بتمثيل المنتخب، حتى في ظل ارتفاع أسعارهم كلاعبين لم نشهد ما يوازي عقودهم التي يحصلون عليها من أنديتهم، بالفعل اكتمل المشهد المؤسف للكرة السعودية بالسقوط في فخ الخسارة من الكويت بهدف دون مقابل في بطولة الخليج 21 في البحرين. الخروج يعد لطمة موجعة وسقوطا مرعبا لهذا الجيل الذي لم يحصد النجاح في كل مشاركاته الماضية، يبدو أن المنتخب السعودي إصابته الشيخوخة وأصبح يئن من المرض مع مدربه الهولندي ريكارد لتظهر أعراضها بهذا الأداء المتواضع للغاية فعجز عن توظيف اللاعبين بالشكل السليم فاختياراته ظلت مثار تساؤل حتى وان قضى سنة ونصفا عجز من خلالها من معرفة قدرات اللاعبين ونوعيتهم في الدوري. فاللاعبون الذين لم يستطيعون إثبات قدراتهم مع أنديتهم وجدت لنفسها مكاناً ثابتا في صفوف المنتخب فحصدنا الفشل تلو الآخر معه لكنه ظل المستفيد الأكبر من التعاقد معه هو بكسب الملايين التي لم تؤت ثمارها الايجابية لصالحنا فنلنا الخسائر وجرينا الآهات والحسرات في كل مشاركة معه. لقد عبث ريكارد بتاريخ «الأخضر» ومسح تاريخه، فكرتنا أصبحت هشة ولا يمكن أن تقارع اضعف المنافسين فالدفاع أصبح لا يدافع جيداً واصبح ليس بمقدوره تنظيم وبناء هجمة من الخلف فالكرات العرضية والبينية شكلت مشكلة كبيرة لدفاعنا الذي شكل مرورا سهلا للمهاجمين فاستقبلت شباكنا ثلاثة أهداف سهلة، وبالطبع لا يمكن لأي فريق أن ينافس بهذا الشكل وأن يحافظ على شباكه نظيفة. فالمواجهة الأخيرة أمام الكويت أظهرت تواضع خط الظهر بالكامل كيف سمح المدافعين لمهاجم الكويت يوسف ناصر بمروره ليواجه وليد عبدالله بتلك الطريقة رغم وجود قلبي الدفاع أسامة هوساوي وأسامة المولد بجواره لحظة تمرير الكرة لكنهما لم يتعاملا بالسرعة والبراعة اللازمة فأنفرد المهاجم بالحارس وليد عبدالله لأن وقفتهما من الأول لم تكن سليمة فجاء الهدف الذي لخبط الحسابات وانهى المواجهة باكرا لان الحلول الفردية والجماعية غائبة لدى لاعبي الوسط والمهاجمين والهوية مفقودة فاستسلم الأخضر لإبداعات المطوع ورفاقه بالتعامل الجيد مع أحداث اللقاء من خلال اغلاق المساحات والاعتماد على التوازن الفعال، بل حتى في ظل بطء بناء الهجمة والتحضير الكثير وعدم المشاركة الفعالة من الوسط والمهاجمين لم نر ريكارد يتحرك من كرسيه لإصلاح الخلل فالمؤسف حقا أنه لم يحرك ساكناً وسمح لهذا الوضع أن يستمر لينتهي اللقاء بخيبة جديدة وخروج حزين. وكان مكتوب على جماهير الكرة السعودية ألا تفرح في هذه المرحلة لقد أصبحنا فريسة لكل من يريد أن ينتصر عليه أن يواجه منتخبنا المتواضع الإمكانيات فيجب ان نكون واقعين نحن لا نستحق أن نفوز والتأهل فالكرة دائما تنصف من ينصفها بالعطاء داخل الملعب وطالما بقينا على حالنا سنسجل تراجعا أكثر في السنوات المقبلة والمشاركات القادمة وأولها التصفيات المؤهلة لكأس آسيا. فعلى المسؤولين والاتحاد الجديد العمل بجدية لإصلاح الخلل قبل أن تجف دموع جماهيرنا الوفية التي ساندت بكل حرارة فقد سئمنا الوعود البراقة بأن المنتخب قادر على العودة وان ما حدث بداية التصحيح. نريد أفعالا لا أقوالا .. لقد شبعنا وعودا مزيفه أثقلت كاهلنا حتى أصبحنا نتشرب الاحبطات شربا نريد عملا على ارض الواقع وليس على الورق نريد استراتيجيات توضع من خبراء وليس من ناس تجهل الرياضة وليس لها علاقة بها فمع كل صباح نسمع ُبقرارات ارتجالية وتهدر المزيد من الثروات والموارد ويكون الحصاد والمحصلة صفراً، وعلى لاعبينا ان يصحوا من غفوتهم وسباتهم حتى لا يصدقوا انهم نجوم كبار فعطاءاتهم محدودة مقارنة بما يحصدونه من خيرات الوطن نتمنى ان تكون هذه البطولة آخر الأحزان التي أصبحت جاثمة على صدورنا منذ زمان طويل.