المنظومة المتكاملة تقود الأهلي إلى بوابة المجد القاري

يبرز النادي الأهلي كأفضل الأندية السعودية عملا وتنظيما في المواسم الأخيرة، ليس لأنه فقط تجاوز الاتحاد في "الدربي" القاري الأخير، ولا لأنه أضحى على أعتاب مجد آسيوي قريب، ولكن لأن من يتفحص خارطة العمل الأهلاوية سيجد منظومة عمل متكاملة، بدءا من الدعم الشرفي المتواصل وبهدوء، وبدون تدخلات أو تقاطعات، مع الإدارة الفنية للفريق الكروي، بقيادة الشرفي الكبير وعراب النادي الأهلي الأول الأمير خالد بن عبدالله، ثم رئيس النادي الأمير فهد بن خالد، فالجهاز الإداري المشرف على الفريق، بقيادة طارق كيال، ومعه الإداري عبدالسلام سقناوي .
ومما ارتقى بهذه المنظومة تفوقا وتميزا هو التعاقد ثم التجديد مع جهاز فني طموح، يعمل أكثر مما يتحدث، وعلى رأسه التشيكي جاروليم الذي بات عارفا ببواطن الفريق الأهلاوي، وتفاصيل خطوطه، ومراكزه ومطلعا على نقاط ضعفه وقوته، فساهمت الثقة المتناهية من الإدارة في دعم عمله ومرافقيه في الجهاز الفني، ما خلق أجواء ايجابية تحفز على العمل، وعلى بذل الجهد والعطاء، ويكفي أن المدرب منح الفرصة للكثير من الوجوه الشابة، في أهم الاستحقاقات وأبرزها لاعبا الوسط وليد باخشوين، ومصطفى بصاص، وقبلهما المهاجم ياسر الفهمي.
ومما زاد من نجاح منظومة العمل الأهلاوية تواجد عناصر أجنبية فاعلة، تمثلت في الهداف البرازيلي الخطير فيكتور، والمدافع الكولومبي الصلب بالومينو، والمهاجم العماني الرشيق عماد الحوسني، إضافة إلى نجوم الفريق كقائده تيسير الجاسم، وبقية النخبة العناصرية.
كثيرون ظنوا أن انكسار الأهلي في المباراة الختامية أمام الشباب على لقب الدوري في الموسم الفائت، ثم رحيل نجمه المميز البرازيلي كماتشو، ستهز الفريق وتهوي به خطوات إلى الوراء، إلا أن ما حدث كان عكس ذلك، بل إن طموحات الفريق ومسيريه ولاعبيه، زادت شغفا وطموحا لتحقيق المزيد من المنجزات، كنتيجة صريحة للعمل الإداري والفني المتكامل والمنظم.
ويظل اقتراب رئيس النادي وبقية أعضاء الإدارة من الفريق، يرمز بوضوح نحو التفوق الأهلاوي الحاضر على ارض الملعب، والذي تنتظر الجماهير السعودية استمراره وتواصله قريبا أمام اولسان الكوري، في نهائي بطولة أندية القارة الآسيوية، إذ يملك الأهلي كل أدوات النجاح والتفوق، لتسجيل منجز تاريخي جديد، يدون بماء الذهب في سجلات الراقي، ويذهب به بعيدا نحو بطولة أندية العالم، في انجاز سعودي منتظر على الصعيد القاري، وهو الصعيد الذي غبنا عنه طويلا بسبب غياب المنظومة المتكاملة والعمل الممنهج.