عندما أعلن عن تشكيل لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم بمشاركة أسماء جديدة تمتلك من الخبرة والتأهيل الأكاديمي ما يبعث على التفاؤل أصابنا شعور بأننا أمام مرحلة انتقالية وأن كثيراً من السلبيات في طريقها للزوال بوصول هؤلاء الأكاديميين وأصحاب الخبرات، غير أن الأمور في الشهر الأول لا تبعث على الاطمئنان إطلاقاً، خصوصاً أن كثيراً من اللجان عقدت اجتماعاتها الأولى وهي لا تعرف طبيعة العمل الذي ستقوم به، بدليل أن هذه اللجان لم تستطع أن تعبر عن هويتها من خلال البيان الذي أصدرته عقب اجتماعاتها الأولى مكتفية بالإشارة إلى أنها اجتمعت، وهذا بحد ذاته إنجاز يستحق إصدار بيان ينشر في الصحف! وكم تمنينا لو أن لجنة الانضباط حذت حذو زميلاتها في اتحاد كرة القدم واكتفت بالاجتماعات «الصورية» والبيانات «الهامشية» بدلاً من الدخول إلى مستنقع الأخطاء والقرارات الارتجالية، ومع الأسف لم نكن ننتظر جميعاً من هذه اللجنة تخبطاً يوازي عدم التعاطي نهائياً مع تصرفات أنصار الأهلي خلال مباراة الشباب. بل ولم ننتظر تلك المبررات التي ساقتها اللجنة في عدم مناقشة رفع العشرات من المشجعين لمبالغ نقدية أمام عدسات المصورين وشاشات التلفزيون، ولعل إيقاف مدرب الاتحاد مانويل جوزيه دليل على أن اللجنة تتخبط بطريقة غريبة وتتصرف بمزاجية في التعامل مع القضايا. ولا نختلف أن جوزيه ارتكب حماقة بعباراته غير المتزنة، ولكن هذا لا يعني أن تتم معاقبة المدرب وناديه معاً، فالمعني بالغرامة المالية يبقى جوزيه وهو المتضرر الوحيد من دفع 75 ألف ريال، بينما أصبح الاتحاد المتضرر الأول من عقوبة إيقاف المدرب ثلاث مباريات، إعلاميون كثر حاولوا الاتصال بلجنة الانضباط لمعرفة ما جرى، غير أن المتحدث الرسمي عادة ما يقول انه سيهاتف رئيس اللجنة، ورئيس اللجنة سيتحدث مع مجلس ادارة الاتحاد الذي سيرد بدوره على رئيس اللجنة، وهذا الأخير سيرد على المتحدث الرسمي الذي سيرد بدوره على الإعلاميين، وعقب ساعات يأتي الرد بعبارة: «نحن لا نستطيع التصريح» بمعنى أن أحداً لا يجرؤ على الكلام، ولا أعلم حقيقة ما ضرورة وجود متحدث رسمي للجنة ممنوعة من الكلام! ومع أنني أرى في تصريحات مانويل جوزيه «جهالة» تستحق العقاب، وغياباً لدور الإداري الناجح في الفريق، إلا أن لجنة الانضباط لم توفق في نوعية العقوبة، ويبدو أن عدوى التشنج والمزاجية في اتخاذ القرارات انتقلت من لجنة الاحتراف إلى لجنة الانضباط، ولا أعلم إن كان أحدهم يمتلك عضوية في اللجنتين جعلته ينشر «التخبط» من لجنة إلى أخرى. نقلا عن "الحياة اللندنية"