الآن وقد وصل الاحتياطى النقدى إلى شفا حفرة من النار التى ستحرق الجميع وأولهم حكومتك وتابعوك ومنافقوك وخدمك الحاليون تربية النظام السابق لاعقو حذاء كل حاكم ومبررو كل خطاياكم وأبالسة الإنس الذين يُلبسون كل حق باطلًا والمبطلون للحق والمتاجرون بكل قيمة حتى ولو كان كتاب الله وسُنة رسوله، ودعاتك المضللون للبسطاء فى المساجد والفقراء أمام شاشتهم المُغيبة لهم والتى وعدتهم بالصبر انتظارًا لحلول بركتك عليهم وعلى المحروسه التى أصبحت مخروبة بفضل رجال جماعتك الذين تمكنوا من مفاصل الدولة فانهارت السياحة وانهار الاقتصاد وصار الجنيه لا يساوى قطعة صفيح، استعدوا لما لا يمكن وصفه حتى بالثورة، ستكون كارثه وستكون مَحرقة للجميع لن ينجو منها أحد. سيطاردكم الناس فى الشوارع وليس فقط الفقراء، فالجميع يكتوى بنار الفقر الآن وتذكر أن للجوع أشكالًا كثيرة ونسبية فمن تعود على الحياة الكريمة لا يرضى بالأقل منها ومن تعود على الشبع دومًا ينهار من جوع ساعة فما بالك بمن يجوع طوال يومه، لن يتركوكم ولن يشفى غليلهم منكم سوى الحرق لأنكم أحرقتم حياتهم قُبلا، تذكر أن للجوع وجوهًا كثيرة منها الجوع للكرامة والجوع للعدالة والجوع للمساواة والجوع للثأر!
وللثأر أشكال كثيرة ودوافع أكبر وأعز وأعظم، هل تعتقد أن من سُحل سيسكت على سحله، حتى لو سكت هو فمن ورائه نساء بملايين الرجال مما تعدون ومن ورائهم أطفال وشباب شابوا فقرًا وبؤسًا وظلمًا ومقتًا لواقع مرير زدته أنت وجماعتك وأهلك وعشيرتك وأدعياء الدين دعاة السوء مرارة ووهمًا.
استقم كما يريد شعبك ويريد الله وإلا فلن تقدر على من سيقوّمك وهم كثير جدًا وليسوا من يظهرون فى الشاشات يتفاوضون ويرجعون ويتراجعون ويقايضون ويتاجرون، لا، تكون واهمًا أن ظننتهم أنهم فاعلون، فالشارع أقوى بمراحل ولا يتبع مرشدًا أو ينساق قطيعًا وراء أحد وتذكر أن أكبر محرك للانتفاض وما يتبعه هو الفقر والجوع والأشد منهما هو فقد الأمل.
هذه رسالة لكل ذى قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، لا تتغافل عن أكثر من سبعين شهيدًا فى شهر، لن تكون صلاتك أمام الكاميرات وفى المساجد غطاء عن الظلم وانتهاك الكرامة والتعذيب الفج المنافى لكل قيم تدعونها، لن تكون لحاكم الكثيفة نقابًا يغطى أعين العامة والمثقفين وأشباههم والمشردين والثكلى والفقراء عن حقهم وثأرهم وكل هؤلاء إن سكتوا أو جبنوا لحظات فلن يجبن الشباب ولن ينسوا ثأرهم، وتذكر أيضًا أن الله يمهل ولا يهمل، اللهم بلغت اللهم فاشهد.