لا جدال أن إيرادات الأفلام في شباك التذاكر أمر حيوي ومهم جدا للمنتج والموزع ونجوم العمل وكل صناعه، فهي دليل واضح على نجاح الفيلم أو إخفاقه جماهيريا، ولكنها رغم ذلك قد لا تكون كذلك على تميزه فنيا وفكريا، والأمثلة على هذين النموذجين كثيرة جدا على مدار تاريخ السينما المصرية حتى يومنا هذا، والتي شهدت أيضًا سيطرة شبه مطلقة للنجوم الرجال على البطولات السينمائية وشباك التذاكر. فكانت السينما منذ بداياتها ومازالت سينما ذكورية بامتياز، اللهم إلا من بعض المحاولات القليلة من حفنة من النجمات في العصور الذهبية لهذه الصناعة، أمثال الرائدات عزيزة آمير وفاطمة رشدي وبهيجة حافظ ثم ليلى مراد عبر سلسلة الأفلام التي تبدأ بإسمها، والتي جعلتها النجمة الأعلى أجرا في حقبتي الأربعينيات والخمسينيات متفوقة حتى على النجوم الذكور، ثم تبعتها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فماجدة وشادية ومديحة يسري وهند رستم. السندريلا والجريئة وذلك قبل أن يحدث تراجع كبير منذ بداية السبعينيات حتى منتصف الثمانينيات، التي لم تظهر فيها نجمة شباك مطلقة سوى السندريلا سعاد حسني فشمس البارودي بأفلامها الجريئة!، حتى جاءت نادية الجندي التي منحت نفسها لقب نجمة الجماهير.. ونافست الزعيم صاحب الإيرادات الأعلى عادل إمام على تصدر شباك التذاكر، ونبيلة عبيدة أو نجمة مصر الأولى كما كان يحلو لها أن يطلق عليها، بأفلامها المأخوذة معظمها عن روايات الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، مثل وسقطت في بحر العسل، واعطني هذا الدواء، ولا يزال التحقيق مستمرا. كما كان للراحلة مديحة كامل نصيب من البطولات السينمائية بعد فيلمها الأهم الصعود إلى الهاوية وكذلك سهير رمزي وميرفت آمين.. أما فترة التسعينيات فكانت نجماتها يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين ببعض الأفلام التي تصدرن فيها أفيشاتها وإن لم تحقق الإيرادات الجيدة!. حنان وياسمين ومي في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة لمعت المعتزلة الموهوبة حنان ترك والرائعة منى زكي بأفلام قليلة، حاولتا فيها كسر احتكار البطل الرجل للبطولات المطلقة ولشباك التذاكر، ولكن لم تنجحا في ذلك وعادتا إلى مساندة البطل الأوحد من جديد.. وسارت على نفس الدرب ياسمين عبد العزيز وحققت نجاحات جيدة في شباك التذاكر جعلتها الوحيدة المنافسة للنجوم الذكور، قبل أن تبتعد عن السينما منذ أخر أفلامها الأبلة طم طم عام 2018، لتعود مع فيلم زوجة رجل مش مهم المقرر عرضه أوائل العام المقبل إن شاء الله، وكذلك حاولت مي عز الدين تقديم بعض الأفلام من بطولتها مثل حبيبي نائمًا وشيكامارا ولكنها لم تحصد النجاح المرجو في شباك التذاكر. منى ودنيا مؤخرا عاودت النجمة منى زكي الكرة مرة أخرى بفيلم رحلة 404 أوائل العام الماضي لتحقق المفاجأة بحصد النجاح الفني والجماهيري، وتنافس بقوة في شباك التذاكر وتعيد إلى المرأة النجمة جزءا من مجدها القديم في مواجهة السينما الذكورية. رغم أن الفيلم ليس من نوعية الأفلام الكوميدية أو الأكشن اللتين يقبل عليهما الجمهور في الوقت الحالي، فقد نال الفيلم إشادات واسعة من النقاد والجمهور وحقق إيرادات تجاوزت المائة مليون جنيه في مصر والسعودية والإمارات. وها هي أيضًا مرشحة لحصد إيرادات أكبر بكثير مع فيلمها الجديد المثير للجدل: الست، عن حياة كوكب الشرق أم كلثوم والمقرر عرضه في شهر ديسمبر المقبل، الذي يشارك فيه نخبة من النجوم كضيوف شرف منهم كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وعمرو سعد ونيللي كريم وآمينة خليل، تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد والذي تجاوزت تكلفته ال 300 مليون جنيه. وأخيرًا تأتي النجمة متعددة المواهب دنيا سمير غانم بأحدث أفلامها روكي الغلابة لتحقق رقمًا قياسيا في إيرادات أفلام المرأة كبطلة مطلقة ب 161 مليون جنيه في شباك التذاكر بمصر والسعودية والإمارات منها 53 بمصر وحدها! وهو ما وضعها بشكل جيد على خريطة نجوم الشباك من الجنسين وجعلها مرشحة للمزيد من الإيرادات في أفلامها المقبلة كبطلة مطلقة بعد عدد كبير من الأفلام كسنيدة للبطل الرجل منها إكس لارج، طير أنت، لا تراجع ولا استسلام، لف ودوران. منحة للرجل دأبت صناعة السينما في العالم منذ بدايتها على تفصيل الفيلم على مقاس نجم الشباك الرجل! وصار هذا الاتجاه بمثابة القانون الذي يحكم السينما في الولاياتالمتحدة وأوروبا، واقتبسته السينما المصرية واعتبرت أن نجومية الشباك وإيراداته منحة إلهية للنجوم الرجال فقط. وذلك مبعثه من وجهة نظر صناع السينما والغالبية العظمى منهم من الرجال، وبعيدا عن التحيز الطبيعي لعنصر الرجل يعود إلى أذواق الجماهير، التي باتت منذ ظهور جيل المضحكين الجدد بزعامة محمد هنيدي ولأكثر من ربع قرن تميل بشدة إلى تفضيل الأفلام الكوميدية في المقام الأول ثم أفلام الأكشن والجريمة والبطولات الخارقة، والتي يبرع فيها الرجال بالطبع مقارنة بالنساء.. وذلك عكس التليفزيون الذي أعطى المرأة النجمة فرصًا أكبر بكثير من السينما، وهو ما تعكسه مسلسلات رمضان في السنوات الأخيرة، التي كان للبطولات النسائية نصيب وافر منها، فشاهدنا أعمالًا كثيرة المرأة هي محورها وبطلتها الأولى لنجمات مثل.. يسرا، منى زكي، دنيا سمير غانم، ريهام عبد الغفور، ياسمين صبري، روجينا، دينا الشربيني، آمينة خليل، نيللي كريم، غادة عبد الرازق وغيرهن. حلم.. ماذا لو وضعنا كل شخص في مكانه الصحيح؟! 4 أسباب لمعانقة مهرجان الغردقة لسينما الشباب النجاح اللافت؟ وهذا الوضع المختلف للنجمة المرآة في التليفزيون عكس السينما يعود إلى طبيعة التليفزيون التي لا تحمل المشاهد أي عناء أو مشقة أو تكلفة مادية لمشاهدة نجماته ونجومه المفضلين، كذلك كثرة كتاب الدراما التليفزيونية مقارنة بكتاب السينما، ومن ثم توافرت الموضوعات التي تصلح للمرأة النجمة أكثر والقنوات والمنصات التي تعرض هذه الأعمال طوال الوقت، وهو ما لا يتوافر في السينما.
وأخيرا هل تنجح أفلام منى زكي ودنيا سمير غانم في كسر احتكار النجوم الرجال للإيرادات الكبيرة في شباك التذاكر أم ما تحقق لهما كان بمثابة طفرة وقتية وحالة استثنائية لا أكثر؟! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا