احتراما لكل الآراء ولكل التحليلات المؤيدة والمعارضة لما وصف بأنه تسريبات صوتية للزعيم الرحل جمال عبد الناصر، يقول فيها ما معناه "أن ما أخذ بالقوة، يمكن استرداده بغير القوة"، أتمنى أن يتجرد الجميع، وخاصة المصريين الناصرين، من الانخراط العاطفي وتغليب المشاعر الانفعالية في التعاطي مع الشأن العام، وخاصة الموقف المصري حيال الفضية الفلسطينية.. أتمني على الجميع أن نعلي الهوية والإنتماء لبلدنا على أي إنتماء آخر.. بلا شك وقبل أن أتجاوز هذه النقطة فالهوية العربية والقومية شيىء مهم وعظيم، والدفاع عن القضايا القومية مهمة مقدسة، ولكن، وكما أرى إن إدراك ظروف بلدنا وكلفة مواقفها القومية أمر مهم ومقدس أيضا، ففاقد الشيء لا يعطيه، اتمني كذلك ألا يكون بيننا من هم ملكيين أكثر من الملك، أتمنى ألا نحول السجال حول الموضوع إلى معركة لتقطيع الهدوم! أؤكد بداية أني لا أرغب أن أبدو في ثوب الواعظين أو الناصحين، ولا أريد أن أبدو المثالي الوحيد في الكون، والمرجعية الأخلاقية الأبرز في الدنيا من أولها لأخرها.. ولكن في الوقت ذاته لا أريد أن يمر الموضوع دون توقف أو لحظة انتباه، فنحن كنخبة وكطبقة مثقفة لا نزال نتحرك في أماكننا منذ عشرات السنين، ولا زلنا في تشاجراتنا الأزلية التي لا طائل من وراءها سوي رفع الشعارات المليئة بالعبارات الجيدة الصنع خالية المحتوي!
وقبل أن نبدأ كذلك، لابد أن نؤكد أن جمال عبد الناصر زعيم مصري وطني، له وعليه، إجتهد فأصاب وأخطأ، ولكنه في كل الأحوال زعيم مصري وطني بامتياز وعروبي بارز، سعي بخطي وجهود جبارة إلى تدشين مشروع قومي عروبي إتسع فيما بعد إلى مشروع تحرري لكل شعوب العالم التي كانت محتلة أو مستعمرة.. وتكبدنا الكثير والكثير ثمنا قاسيا لانطلاقات مصر عبد الناصر في كل اتجاه، وبات عبد الناصر خطرا جسيما على امبراطوريات وقوي استعمارية شتي، تجمعت كلها وقررت الإنتقام منه، وكانت هزيمة يونيو 1967 الكمين أو المغارة التي تم استدراج الزعيم للوقوع فيها.. ودونما التعرض للتفاصيل التي يعلمها القاصي والداني، والتي تتكشف يوما بعد يوم تفاصيل وأسرار العمالة والتورط في تنفيذ هذا المخطط الذى أودي بمصر وبالزعيم فيما عرف بهزيمة أو نكسة 67. وبعدها بساعات انتفضت مصر كلها، بشعبها وجيشها وكل ناسها، وتجسدت أروع ملامح الكفاح والجهاد الوطني في تلك الحرب المقدسة، حرب الاستنزاف أو حرب الثلاث سنوات، ورغم قداسة البطولات والأداء الذي أداه شعبنا وجيشنا في تلك الحرب إلا أنها وبلغة أهل الحرب هي حرب استنزاف، ليس إلا.. أي حرب إزعاج للعدو ولكن كان لابد منها في تلك المرحلة كي يعلن شعب مصر وجيشها بالطبع أن مصر لم تعد جثة هامدة رغم ما حدث، ورغم ذلك كانت الحاجة ماسة لإزاحة كابوس الاحتلال، أن نحتاج إلى حرب أخري تختلف كليا عما جري في حرب الاستنزاف.
ورحل الزعيم فجأة في سبتمبر 1970 بعدما بدت الأمور واضحة للعيان، من معنا ومن ضدنا، وقفزا على كثير من التفاصيل إستكملت مصر الاستعدادات لحرب أكتوبر، ونجحنا كجيش وشعب في إزاحة عار الهزيمة، وبات الإنجاز ملك للشعب الذى يتقدمه الجيش وللرئيس أو الزعيم الذى يقود البلاد..
وما يحسب للسادات في انجاز معركة التحرير من فضل، ينسب ويحسب كذلك لعبد الناصر، فلم يكن أي منهما، وبصرف النظر عن تفاصيل وخلافات كثيرة، إلا حلقتين مكملتين لبعضهما البعض في ملحمة مصرية متواصلة على مر الزمان. المقصد من كل هذا الحشد السريع لأحداث النصف قرن الماضي من تاريخ هذا البلد، هو استحضار إهتمام الكثيرين وخاصة والطبقة المثقفة، وخاصة من يحسبون أنفسهم على الزعيم عبد الناصر، ونقول يا جماعة الخير، إذا ما عاد الزعيم للحياة، تجاوزا، حتما سيعيد النظر في نظرياته واساسيات مشروعه السياسي العروبي، حتما سيعود عن كثير من الممارسات التي كانت كاشفة لفجوة كبيرة بين الطموحات والإمكانيات.
وماذا بعد تدخل السيد الرئيس؟! البيضة والفرخة.. في قضية هجرة الأطباء! يا جماعة الخير.. بعيدا عن التسريبات والتحليلات المتباينة التي قيلت في وصفها، الزعيم مات قبل خمس وخمسين عام، ومن يسرب له أو عنه يدرك أننا نعاني وعيا متراجعا بحاضرنا ومستقبلنا، ونعيش أسري لماضينا وأحداثه السابقة، التي لا أقلل أبدا من قراءتها واسترجاعها دوما للعظة والعبرة، ولكن أحذر وأكرر من أن نقع في حبائل الشجار حول الماضي والإنغماس في جولة جديدة من جولات تقطيع الهدوم! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا