أوجاع لا يداويها طبيب!

كيف تكون الإنسانية؟ هذا هو سؤال اللحظة الحالية بامتياز! يجيب الكاتب الساخر مارك توين بكل بساطة: إذا كانت الفرحة في قلوب الآخرين تسعدك.. فأنت إنسان، ترى هل جاء توين بشيء جديد.. أليس ذلك ما قاله رسولنا الكريم قبل أكثر من 1400 سنة حين قال: من أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن، تقضي له دينا، تقضي له حاجة، تنفس له كربة.
بل إنه ذهب رسولنا الكريم لأبعد من ذلك حين ربط الإيمان بأن يحب المؤمن لأخيه ما يحبه لنفسه، يقول صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، هذه علامة الإيمان أن تحب الخير لغيرك، فلا تقع أسير نفسك وشحك وبخلك، أن تتحرر من الحسد والغل والحقد وأن ترقى في مراتب الإنسانية درجات عالية من الصفاء والتجرد والروحانية التي ترفعك فوق مصاف النزعات والنزغات والوساوس، فلا تستكثر الخير على خيرك، ولا تتمنى زوال النعم عن الغير لتأتي إليك وحدك!
لا شك أن النفس تنطوى على حب للذات والأثرة والشح والبخل، وإلا ما قال رب العزة سبحانه: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (الحشر: 9).
هذه أصفى مراتب العطاء، لا يسلكها إلا من أوتي قلبًا سليمًا يحب أن يرى الفرحة في أعين الناس، أن يمسح بكفه على رأس اليتيم، أن يغيث المنكوب، أن يمد يد العون لكل من يطلب مسألة، فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، وتتنزل الرحمات على العباد ما تراحموا فيما بينهم ويقول سيد الخلق: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا"..

هذه فضائل إنسانية لا تتحقق دون إيمان ويقين؛ فالعطاء لا يأتي إلا من نفس كريمة، فاطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت فإن الخير فيها أصيل، ولا تطلبوها من بطون جاعت ثم شبعت فإن الخير فيها دخيل، فما أصعب أن يقف الكريم بباب اللئيم، فإن الكرام وإن ضاقت معايشهم دامت فضيلتهم والأصل غلاب..

مصيدة التكنولوجيا.. والأخلاق!
لا يُشترى بالمال!

واعلم أن أوجاع الروح لا يداويها طبيب وما أصدق الشاعر حين قال:
"كَم مِن حَديثٍ في الفُؤادِ مُكَبَّلٍ وَكَم مِن سُؤالٍ في اللِّسانِ أَسيرُ
وَكَم مِن دُموعٍ في المَآقي حَبيسَةٍ تَكادُ مِنَ الكِتمانِ فينا تَغورُ
حَمَلنا جِراحًا لا تُداوى بِمَرهَمٍ وَأَوجاعَ رُوحٍ ليسَ يُداويها الطَبيبُ"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا