سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"نسر العرب" قاد ثورة داخل الجيش.. نيوزويك: "السيسي" الجنرال الغامض.. تواصل سرا مع من أرادوا الإطاحة ب"مرسي".. وزير الدفاع المصري لا يحب أمريكا واستعاضها بدول الخليج
قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية على غلافها إن مصر باتت تملك رجلا قويا يقود البلاد، لافتة إلى أنه منذ الإطاحة بالرئيس المعزول "محمد مرسي" أصبحت الملصقات التي تحمل صور وزير الدفاع المصري "عبد الفتاح السيسي" القائد الفعلي للبلاد، في شوارع القاهرة أكثر من الهدايا التذكارية لأبو الهول. وأضافت المجلة أن هذا الرجل الغامض الهادئ الطباع يحظى بثقة الملايين من الشعب المصري، الذين وصفوه بأنه "نسر العرب"، ودائما ما يقاروننه بالزعيم المصري صاحب الكاريزما "جمال عبد الناصر"، منوهة إلى أن فهم عقلية "السيسي" أمر بالغ الأهمية لإدارك ما ستئول إليه البلد الأكثر أهمية في العالم العربي، خاصة بعد أعمال العنف التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية. وأوضحت المجلة أن أسرة "السيسي" دينية كما هي الغالبية العظمى من المصريين، والجنرال لديه أربعة أطفال، ثلاثة أبناء وابنة واحدة، وفقا لما قاله شقيقه الأكبر "أحمد السيسي" الذي وافق بتردد الحديث، مضيفا أن زوجة أخيه محجبة وربة منزل. وأشارت المجلة إلى أن "السيسي" على ما يبدو لا يحب أمريكا، ولا يحتاج إلى أي مساعدات من جانبها، خاصة بعد أن حظى بدعم مالي كبير من العائلات الملكية الخليجية الأكثر سخاء بعد الإطاحة بالرئيس "مرسي". ولفتت المجلة إلى أن "السيسي" رأي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية دعمت بشكل كبير الحكم الاستبدادي للرئيس "مرسي" ولجماعة الإخوان المسلمين، وتجاهلت الإرادة الشعبية، وهذا ما قاله صراحة في مقابلته مع الواشنطن بوست "الشعب المصري لن ينسى لأمريكا إدارة ظهرها لإرادتهم"، في محاولة منه لإرسال رسالة مفادها "الشعب المصري هو الذي يقود نفسه لا أحد يقوده". وذكرت المجلة أنه بدا واضحا عندما اتجهت مصر إلى الانتخابات عام 2012، أن الإخوان المسلمين الأقرب إلى الفوز بإدارة البلاد، وهو ما دعا الجيش إلى التفاوض مع أعدائهم السابقين "الإخوان" حول كيفية أن انتصار الإخوان سيؤثر على الجيش، والعكس صحيح، لافتة إلى أن "مرسي" كان ممثل الإخوان في تلك المحادثات. وبعد انتخابات الصيف الماضي، اتجه الرئيس "مرسي" لتغيير قادة الجيش، وتعجب الجميع من نقص مقاومة الجيش للإطاحة بقادتهم دون أن يدركوا أن هناك تغييرا في الأجيال، بمعنى أن هناك ثورة داخل المؤسسة العسكرية بقيادة "السيسي". وعين الرئيس "مرسي" السيسي وزيرا جديدا للدفاع، معتقدين أنه سيظل تحت جناح الجماعة، طالما أن "مرسي" يحترم الامتيازات الاقتصادية. ومع اندلاع العنف في البلاد وازدياد المعارضين للرئيس "مرسي" من الشعب ومن مؤسسات الدولة، بدأ "السيسي" يتصرف كلاعب مستقل عن حكومة "مرسي"، وبدء سلسلة من المحادثات مع المعارضة وتتواصل ضباط الاستخبارات العسكرية، سرا مع أولئك الذين أرادوا إرغام "مرسي" على التنحي من منصبه، وفقا لمصادر معادية ل"مرسي". وانتهت المجلة قائلة: إن "السيسي" انتظر اللحظة المناسبة ليشنق الإخوان بالحبل الذي أعطوه له، وخرج إلى النور ليكشف ما قد شيد له.