منذ أن أصبح الإرهاب ذو بعد استراتيجى، لم يعد الحسم فى الميدان العسكرى وحده، بل أصبح يعتمد فى الأساس على القدرات فى الميدان السياسى، فالحسم العسكرى غير كاف، بل يمهد الطريق فى أفضل الحالات إلى طاولة التفاوض، ويبرز هذا الأمر خاصة فى الظروف التى تسود الشرق الأوسط. الواقع يؤكد أن الولاياتالمتحدة لا تنوى، ويجب أن نفترض أنها لن تنوى أيضا، غزو إيران فى مخطط يشبه المخطط الذى استعملته فى 2003 فى العراق.
فهى لن تنشر قواتها فى داخل العاصمة طهران، ولن تسقط حكام إيران، وإذا كانت مع ذلك كله مصممة على وقف البرنامج الذرى الإيرانى فستفعل ذلك باستراتيجية صبورة بعيدة الأمد من العقوبات أو بهجمات مفاجئة ترمى إلى إحداث ضرر لا رجوع عنه تقريبا بالبنى التحتية الذرية، إلى جانب صدمة قاسية. ويمكن فى مقابل ذلك أيضا أن نتوقع استراتيجية تؤلف بين تشديد العقوبات والزيادة التدريجية فى الضغط العسكرى من حصار بحرى إلى هجمات نقطية، ثم إلى هجوم كثيف حتى يتخلى النظام فى نهايتها عن البرنامج الذرى. ومهما يكن الأمر فإن وزن الإجراء السياسى عظيم، ينبغى من البدء بناء ائتلاف مصمم مبلور والتسلح بالصبر لإجراء طويل نسبيا يؤيده أعضاء الائتلاف ويتوقع آخر الأمر بعد الصدمة العسكرية، السياسية تفاوض إدارتها قاسية، بل قد توجد تراجعات، وقد توجد عودة إلى المواجهة العسكرية فى أثناء التفاوض، ويحتاج من أجل ذلك إلى فريق مؤلف ممن هم مصممون على إجراء معركة عسكرية ويعرفون كيف يشملون فيها إجراء سياسيا. حينما نافس جون كيرى وهو محارب ذو أوسمة فى حرب فيتنام جورج بوش الأب فى الرئاسة فى 2004 أبرز توجهه العسكرى، وكان مع ذلك فى مطلع سبعينيات القرن الماضى من قادة المتظاهرين المعترضين على استمرار الحرب فى فيتنام، أن كيرى ذا الجذور اليهودية مؤيد دائم لإسرائيل إلى جانب كونه مؤيدا دائما ل'خريطة الطريق". إن تشاك هيجل أيضا محارب ذو أوسمة شجاعة وقد أيد الخروج للحرب فى العراق وأيد الحرب فى أفغانستان، وبعد أن فشلت الدبلوماسية فى كوسوفو أيد الخروج للحرب فى البلقان أيضا، وفى جميع الأحوال كان بعد ذلك بين الذين قادوا إلى إنهاء المعركة وإخراج القوات، وفى 2009 حينما عُين مستشارا للشئون الاستخبارية للرئيس أوباما قال: "فى الشرق الأوسط ليست المسألة مسألة انتصار ساحق أو فشل، بل هى التأليف الصحيح من أجل أن يمسك المحليون آخر الأمر بمصيرهم بأيديهم". إن الشخص صاحب القرار مع كل هذا التركيب هو الرئيس، وسواء اتفقنا مع سياسة أوباما أم لا فإنه إلى الآن زعيم مهيمن ينفذ نواياه ويحقق رؤيته. والفريق المتنوع الذى عينه سيتحرك معه ويساعده بين "العسكرى" و"السياسى". سنجد جواب سؤال "ماذا سيكون؟" لا فى التعيينات بل فى الزعيم. فالفريق سيمضى معه ويؤيد إجراءاته ويعدل النتيجة، فإذا شاء الرئيس فلن يصده الفريق واذا امتنع الرئيس فلن يستحثه الفريق. - إيتان بن إلياهو هو القائد السابق بالقوات الجوية الإسرائيلية - نقلاً عن يديعوت أحرونوت.