قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا "أوتشا" إن تصاعد العنف في جميع أرجاء سوريا خاصة مع استمرار حصار المدنيين في المناطق التي تحاول كل من القوات الحكومية ومجموعات المعارضة المسلحة السيطرة عليها أدي إلى تنامي تعرض السكان للضرر، حيث لا يزال الجزء الغربي من حلب الذي تحاصره مجموعات مسلحة يعاني من نقص في الغذاء والوقود وغيرها من الضروريات الأساسية. وأضاف تقرير عن الفترة 16 إلى 29 يوليو وزعه مكتب "أوتشا "بالقاهرة أنه لا يزال حصار قوات المعارضة مدينة إدلب المستمر منذ أكثر من 30 يوما يؤثر على 400 ألف شخص يواجهون نقصا حادا في المواد الغذائية والمياه والكهرباء والأدوية لعلاج الأمراض المزمنة، بينما توجد مناطق في ريف دمشق يصعب الوصول إليها بشكل متزايد في ظل وجود نحو 2ر1 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية. وأفاد بأنه هناك 2500 ألف شخص محاصرون في البلدة القديمة في حمص التي كانت تحت حصار القوات الحكومية لأكثر من سنة ويفتقر الناس إلى الغذاء ومياه الصالحة للشرب وبتدهور الوضع الصحي بسرعة وذلك على الرغم من المحاولات التي بذلتها الوكالات الإنسانية لمساعدة وإجلاء المدنيين في البلدة القديمة فإنها لم يوفر أطراف النزاع ممرا آمنا. وحذر التقرير من أن الأطفال السوريين معرضين لخطر أن يصبحوا جيلا ضائعا حيث أن 500ر6 ألف على الأقل من 93 ألف شخص قتلوا بين مارس 2011 إلى أبريل 2013 كانوا من الأطفال من بينهم 700ر1 ألف طفل تقل أعمارهم عن 10 سنوات طبقا لتقديرات المفوضية السامية لحقوق الإنسان. وأوضح أن الأطفال يتعرضون للإصابة والاعتقال والتعذيب وأجبروا على مشاعدة أو ارتكاب أعمال وحشية فضلا عن تجنيد العديد منهم كمقاتلين مسلحين طبقا لتقارير لجنة التحقيق الدولية المستقلة في سوريا التي أفادت بمقتل 86 من المقاتلين الأطفال في العمليات العدائية منذ مارس 2011 مشيرا إلى أن فرص الأطفال في التعليم تتعرض لصعوبات شديدة في ضوء تهدم نحو 5ر16 في المائة من إجمالي 22 ألف مدرسة أو استخدمها لإيواء النازحين داخليا. وذكر التقرير أن وضع 525 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا مستمر في التدهور بسبب زيادة تعرض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين للهجوم وتقدر الاونروا أن 420 ألف لاجي فلسطيني في حاجة عاجلة للنزوح مع نزوح نحو 67 في المائة منذ بداية الأزمة 50 في المائة داخل سوريا و17 في المائة في لبنان والأردن. كما تساعد الأونروا في توصيل الغذاء والمواد غير الغذائية الضرورية والمساعدات النقدية على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا حيث تم توزيع في الأسبوعين الماضيين ما مجموعه 464ر15 ألف طرد غذائي و933ر77 ألف قطعة من الأطعمة المعلبة فضلا عن توزيع برنامج الأغذية العالمي على نحو 300ر17 ألف من النازحين داخليا الذين يقيمون في 19 من مرافق الاونروا و10 ملاجئ غير تابعة للاونروا. وقال تقرير "أوتشا " إن صندوق الأممالمتحدة للسكان من خلال جمعية تنظيم الأسرة السورية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري قام بدعم حصول المرأة على خدمات الرعاية الإنجابية بما في ذلك التوليد حيث استفادت نحو 600ر11 ألف مرأة من مبادرات الصندوق في حلب ودشمق وريف دمشق وحماة بجانب حصول نحو 800ر3 امرأة أخري على خدمات الرعاية في حالات الطوارئ بما في ذلك الولادات الطبيعية والقيصرية. وأفاد بأن المفوضية السامية لشئون اللاجئين زودت أكثر من 4ر1 مليون شخص بمواد الإغاثة الأساسية في 14 محافظة سورية وواصلت تقديم المساعدات النقدية للنازحين لتصل إلى 19 ألف شخص في القامشلي مما أوصل إجمالي الاشخاص الذين حصلوا على هذه المساعدات إلى 800ر48 ألف شخص في دمشق وحمص وطرطوس والقامشلي. وأوضح أن منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع 36 منظمة غير حكومية محلية قدمت خدمات الرعاية الصحية الأولية حيث وفرت الإمدادات الطبية لنحو 200ر55 ألف شخص في حلب ودمشق وحمص والحسكة واللاذقية بينما تم تسليم المستلزمات الطبية إلى نحو 350ر214 ألف شخص في نفس المحافظات. وأشار التقرير إلى أن نحو 8ر1 مليون شخص فروا إلى البلدان المجاورة بالمنطقة وقد تصاعد الرقم إلى 600 شخص في المتوسط في اليوم خلال عام 2013 طبقا لمفوض الأممالمتحدة السامي لشئون اللاجئين الذي قال إنه هذا الرقم لم يسبق له مثيل منذ الإبادة الجماعية في رواندا منذ ما يقرب من 20 عاما.