تردد على مسامعنا الفترة السابقة كلمة دستور، وترددت الكلمة فى كل الأرجاء بل فى كل بيت بل بين الأطفال قبل الشباب، لكننى أحب أن أوضح نقطة فى غاية الأهمية وهى أن الدستور الحقيقى هو الدستور النابع من داخلنا هو دستور الحياة وميثاقه ميثاق الشرف والضمير، فبداخل كل فرد من دستوره الخاص به والتربية الاجتماعية والتنشئة السوية أو غير السوية هما العامل الأول فى وضع سمات الدستور ومواده وتشكيل هوية كل فرد ومن ثم الضمير فالضمير هو العامل الأكبر والأساسى ويأتى فى المرتبة الثانية وربما الأولى بعد التنشئة الاجتماعية والسمات الفردية والفروق الفردية من العوامل الأساسية أيضا والهامة فى بناء مواد هذا الدستور. وهذا الدستور لا يختلف عليه اثنان، فالحلال بيّن والحرام بيّن والضمير الإنسانى هو القضاء الفاصل فى أى نزاع او اختلاف أو خلاف.................الخ هو دستور العقيدة ودستور الحياة ومواده الأساسية مترابطة ومرتبطة بثقافة المجتمع والنفس البشرية كما قسمها فرويد الأنا والأنا الأعلى والهوى والأنا الأعلى هو الضمير أما الأنا والهوى فكلاهما ينحصر فى الرغبات الإنسانية التى لابد على الإنسان من إشباع ذاته بهذه الرغبات ولكن فى إطار ثقافة المجتمع وفى حدود الدين مثل الغريزة الجنسية يشبعها الإنسان فى إطار هذه الثقافة الدينية المجتمعية المتسمة فى الزواج وهكذا ولهذا لابد من وجود دستور داخلى ينبع من كينونة كل فرد يحكم شهواته ورغباته واحتياحته، وإذا كان هذا الدستور بناؤه غير قويم وعلى أسس اجتماعية سوية عمت الفوضى والعشوائية والهمجية كما يحدث فى بلادنا الآن لابد أن يرجع كل فرد منا إلى دستوره ويحكم ضميره لصالح البلد ولصالح سير الحياة التى من الممكن أن تنهار إذا انهارت القيم الذاتية الداخلية والتى تنحصر فى مواد هذا الدستور. حكمو ضمائركم قبل أن تحكمكم مطامعكم.