إن موقف حماس الرافض لنظام بشار الأسد في سوريا ودعوته لتخلي بشار عن السلطة كان القشة التي قسمت ظهر حركة حماس، فبعد أن كانت العلاقات بين حماس ومحور إيران وسوريا في أوجها وكانت تحصل من جانبهم على دعما واسع النطاق سياسيا واقتصاديا فها هي الآن تفقد كل هذا الدعم بسبب موقفها من نظام بشار، الأمر الذي أدى إلى أن حماس تقوم برحلاتها المكوكية إلى الدول الإسلامية في المنطقة تحت غطاء المصالحة الفلسطينية الداخلية للقيام بحملة تبرعات تحل محل الأموال الإيرانية وحماس الآن تشعر بعجز في خزينتها النقدية نتيجة توقف الدعم الإيرانى الذي كان يصل إلى 20 مليون دولار شهريًا، وهى تلمس هذا النقص جيدًا في خزينتها التي قاربت على النفاد لافتة إلى أن قادة حماس خالد مشعل وإسماعيل هنية توجهوا لعدة دول في الأيام الماضية وكان من بينهم مصر وتركيا وربما الأردن، والبحرين وعمان لاحقًا. علمًا بأن الوفد التابع لحماس لاقى عدم ترحيب من قبل الشعب المصرى أثناء تواجده في القاهرة لثلاثة أيام، حيث أعرب المصريون عن غضبهم من الوفد من خلال حشد مظاهرة أمام الفندق الذي يقيم فيه الوفد. وعلى الرغم من هذه الرحلات المكوكية فإن تركيا على سبيل المثال لم تلوح بتعزيز العلاقات مع حماس أو نقل دعم لها بشكل رسمى، وهو ربما يوضح أن حملة حماس لجمع التبرعات قد تبوء بالفشل ليس فقط في تركيا وإنما في دول أخرى تسعى حماس للاستفادة من تبرعاتها. وقد تناولت قناة الجزيرة مؤخرًا الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها حماس حول أن نقص سيولة حماس المادية سيؤدي إلى تغيير في مواقفها وفقا لمواقف الدولة التي ستدعمها في النهاية، إلا أن محللا سياسيا يدعى تيسير محسن قال "إن حماس ستحاول إحكام الحزام قدر الإمكان للتمسك بمعتقداتها". أما خالد مشعل فلن يتمكن من العودة إلى قطر وخاصة بعد تعريفه على أنه شخصية غير مرغوب فيها هناك، فضلًا عن ما يقال إن الأمير المرشح لقطر "تميم بن حمد آل ثانى" قد اتخذ القرار تحت ضغوط من واشنطن لقطع العلاقات بين قطر وحماس. نقلًا عن "معاريف".