تعانى قنا من أهم سماتها الجغرافية وتفقد كل يوم جزءًا من أهم الخصائص التي تجعلها محافظة زراعية في المقام الأول، بل تشهد قرى المحافظة مشاحنات ومشاجرات تصل إلى حد الخصومات الثأرية بسبب الأراضي الزراعية في محاولة منهم للمحافظة على أراضيهم بتنظيم مناوبات الرى لها، ولكن الأمر ليس سهلا، لذلك يضطر المزارعون إلى حمل أسلحتهم لتأمين بوابات الري ومنع غلقها حتى تصل المياه إلى زراعتهم في الترع الفرعية ويستمروا في حراستهم حتى تصل المياه إليها بعد أن هدد نقص المياه آلاف الأفدنة بالزمام التبور. قال أحمد على، من كبار مزارعي القصب بقنا إن من أكثر المراكز التي تشتعل بها الأزمة المراكز الشمالية للمحافظة وهى نجع حمادى ودشنا وفرشوط التي تشتهر بزراعة قصب السكر ويعانى المزارعون من وجود أزمة كادت تعصف بآلاف الأفدنة ما بينها وجود مشكلات في الترع ونقص المياه خاصة في فصل الصيف، ومن أكثر القرى معاناة تلك الواقعة غرب شريط السكة الحديد بمركز أبوتشت وهى قرى "السليمات والقارة وبلاد المال بحرى وبلاد المال قبلى والعمرة". وهذا ما يؤكده محمود زيدان شيح بلد قرية العمرة قائلا إن السبب في ضعف الأراضى الزراعية بقرى أبوتشت وجودها في نهايات الترع، حيث تعانى من قلة المياه وعدم انتظامها بالشكل المحدد للنوبات، مما يؤثر سلبًا فى الطاقة الإنتاجية للمحاصيل، خاصة في أشهر يوينو ويوليو وأغسطس مع قيام المزارعين بتسميد محاصيل القصب التي تحتاج إلى المياه بكثرة في تلك الأوقات.