"دائمًا ما يضرب الصعايدة المثل في الشهامة و(الجدعنة) ومهما كانت الظروف والأحوال الاقتصادية، فهذا الأمر لم يمنعهم يوما من تقديم الواجب".. جملة يرددها أبناء الصعيد الذين تربوا على القيم والأخلاق، مستشهدين على ذلك بإقامة الفقراء منهم موائد الرحمن على محطات القطارات والطرق الصحراوية، وأشاروا إلى أن الغني حينما يقيم مائدة رحمن في رمضان فهذا أمر طبيعي لكن الغريب أن من يقوم بذلك هم الفقراء الذين تكاتفوا وتعاونوا مع بعضهم البعض على إفطار ركاب القطارات والمسافرين على الطرق السريعة سواء مسلمين أم مسيحيين كل عام منذ 8 سنوات دون كلل أو ملل. محطة السعادة ففي محطة قطار دشنا بقنا يحرص الشباب منذ 8 سنوات على إفطار الصائمين، دون كلل أو ملل، يجمعون التمر وزجاجات العصير والمياه والطعام، وذلك لتوزيعها على الصائمين وقت أذان المغرب، حيث يصطف الشباب حاملين بأيديهم زجاجات المياه والعصائر ومختلف الأطعمة، ويقفون على أبواب القطارات والركاب. ويقول "محمود سيد"، أحد أبناء قنا :"صمود العشرات من الشباب أمام المحطة انتظارا للقطارات لإفطار الركاب وهم حاملين الأطعمة وزجاجات المياه المثلجة والمشروبات مشهد لا مثيل له في العالم". ويضيف "يحيى عامر"، أحد أبناء مدينة قوص: "الجميع يحرص على إقامة هذه الموائد مهما كانت الظروف وحتى الفقراء منا يقومون بتوزيع التمور والمياه كما يفعل الكثير من كبار السن أمام منازلهم أو حتى في الشوارع". وفي الطرق الصحراوية السريعة تجد العديد من الكبار والأطفال حاملين "كراتين" وبجوار البعض منهم براميل محملة بالمياه والمشروبات المثلجة لتوزيعها على الصائمين من السائقين والمارة على تلك الطرق. ويقول "محسن مطاوع"، أحد أبناء مدينة الوقف، القائم على تنظيم مائدة القناوية: "الكثير منا يقف على أول الطريق لتوزيع التمور والمشروبات المثلجة والعصائر والمأكولات وزجاجات المياه". وأضاف "منتصر صابر"، أحد أبناء مدينة دشنا، أحد القائمين على تنظيم موائد الطريق الصحراوي: "نحرص على إفطار المسيحيين إلى جانب المسلمين في صورة لن تجد لها مثيلا من الحب والتسامح والسعادة في العالم".