كشر صيف مصر عن أنيابه مبكرا هذا العام، واتسم طقس اليوم بشدة الحرارة مقارنة بالأيام القليلة الماضية، ومع حرارة الجو استشعر المصريون مبكرا خوفا وقلقا من أن ارتفاع درجات حرارة الجو خلال شهر رمضان المقبل لامتداد عدته ما بين اثنين من أكثر شهور الصيف حرارة حيث يبدأ فلكيا يوم 10 يوليو وينتهى فى 7 أغسطس المقبلين. وعلى مدار السنوات الماضية، وقفت درجة حرارة كوكب الأرض حائرة بين الملوثات البيئية والصناعية وعبث الإنسان بالطبيعة وارتفاع انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون فى الهواء بنسبة تعدت حاجز 400 جزء من المليون فى شهر مايو الحالى وهو قياس تاريخى ، لم يحدث منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض أى منذ أكثر من 2.5 مليون سنة، طبقا لما توصل إليه علماء الأرصاد الجوية فى محطة " مونا - لوا" فى جزيرة هاواى . لكن العلم قطع في تأكيده حيرة درجات الحرارة بإلقائه المسئولية على البشر باعتبارهم سبب الاحترار العالمي و التغيرات الكبرى التى يشهدها مناخ كوكب الأرض وبدأت تلوح بالفعل فى الأفق ، حيث واصل متوسط درجة الحرارة ارتفاعه فى العالم. ولهذا فإن ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف فى مصر هو عنصر من منظومة عالمية تعانى منها جميع الدول ، فالعالم بأكمله يمضي سريعا نحو ارتفاع الحرارة حوالي أربع درجات مئوية بنهاية هذا القرن ، وهو ما كشف عنه تقرير للبنك الدولي محذرا من إخفاقات التصدي لتغير المناخ ، التى تنذر بتغيرات كارثية تؤثر على ملايين البشر وتشمل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وتقلص مخزون الغذاء العالمي، وارتفاع مستوى مياه البحار. وتوقع التقرير أن كثيرا من مناطق العالم ستشهد خلال شهور الصيف كلها تقريبا موجات من الحر الشديد لا تحدث عادة سوى مرة واحدة خلال مئات السنين إذ لم يكن هناك احترار عالمي ، ولن يكون توزيع آثار هذه الموجات متساويا ، وستحدث أكبر الارتفاعات في درجات الحرارة فوق اليابسة وتتراوح بين 4 و10 درجات مئوية ، كما توقع أن ترتفع درجات الحرارة من ست درجات مئوية فأكثر في مناطق البحر المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من الولاياتالمتحدة. وطبقا للحسابات الفلكية فإن فصل الصيف هذا العام فى مصر سيستمر 93 يوما، أما جغرافيا فإن بدايته توافق يوم 21 يونيو من كل عام ، حيث يبدأ بعد لحظة الانقلاب الصيفى التى تحدث فى نصف الكرة الشمالى حول هذا اليوم، نتيجة استمرار حركة الشمس الظاهرية فى الاتجاه نحو شمال خط الاستواء تدريجيا، ومواصلة ميل أشعة الشمس فى الزيادة، فيزداد طول النهار تدريجيا، وينقص طول الليل حتى تصبح أشعة الشمس عمودية تماما على مدار السرطان ، فيحدث الانقلاب الصيفى إيذانا ببداية الصيف رسميا.