البداية التى لازمتنى طوال عامين، هى ذكر الشهداء الذين جعلونا نتعاطى السياسية ونتكلم فيها فى الطريق وعلى المقاهى وأبعدونا عن المشى جنب الحيط الذى مل من مشينا بجواره وداخله. ماذا دار بخلد المواطن المصرى وهو يسمع رئيسه المنتخب يخاطبه بتلك الكلمات أهلى وعشيرتى.. هل عاد البعض بفكره إلى عهد ما قبل دولة المدينة التى أسسها الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حيث كان العرب قبائل تتنازعها المصالح حينا والتناحر أحيانا وشيخ القبيلة هو الحاكم بأمره.. أم عادوا إلى الجزيرة العربية قبل توحيد آل سعود لقبائلها. أنا عدت بذاكرتى إلى السادات وهو يسمى نفسه رب الأسرة وكبير العائلة وإلى قوانين مثل قانون العيب. إن جينا للحق فى مصر ما بعد الثورة.. مصر التى نتمناها مدنية ديمقراطية حديثة لا مجال للحديث عن الأهل والعشيرة والعاطفة الأبوية وقداسة الحاكم عند المواطن. تخيلت المواطن وهو يحسب علاقته بالرئيس وهل يعتبر نفسه من أهله وعشيرته.. وبدأ الكل يبحث عن عشيرته الأقرب له أيدولوجيا وسياسيا وارتبطوا وتأثروا بنخب قد لا تستوعب خطورة مرحلة انتقالية بعد ثورة أسقطت رأس النظام ومازال أمامها الكثير لتبنيه بعد الهدم. وليس بعيدا عن الموضوع فى صلاة الجمعة بعد الإعلان الدستورى الكارثى لم أتحمل خطبة الإمام السياسية إلى أن وصل إلى مسألة الخروج عن الحاكم فى توجيه للمصلين إلى أن هبة الشعب لتقويم أداء سياسى خطير هو خروج عن الحاكم.. قاطعته بأن مبارك كان حاكما وخرجنا عليه وكنا نسمع نفس الكلام المغلوط.. فأجأنى أحد أصدقائى المتدينين بأن ما قلته بألف خطبة.. تصالحنا بعدها وعزم الإمام على عدم الرجوع .. فالمنابر لله وليس لإضفاء القدسية على أحد.. حدث معى موقف مشابه بعد انطلاق الثورة بشهور قليلة فى عتاب لرجال الدين من الجانبين المسلم والمسيحى الذين خرجوا لمناصرة النظام السابق.. هذا استخدام غير مبرر لدور العبادة فى السياسة. على العموم.. أهلى وعشيرتى.. سأحدثكم لاحقا عن عبدالرحمن وكنيسة القديسين بمناسبة أعياد الميلاد كل سنة وأنتم طيبين ومصر أجمل.. والثورة مستمرة.