كنت أستمتع بقراءة كتاب "بلاغة الحرية" للدكتور عماد عبد اللطيف فى مقهى المشربية المرابط على أطراف ميدان التحرير، وفجأة وجدت تلك الجملة تتردد في ذهني "اليأس خيانة" بل أكبر من فكرة الخيانة نفسها، كانت تلك الجملة الصادمة فأسا حادا هشم ترددي المتتالي فى الكتابة عن حقبة "عصر الليمون" وفكرة الرئيس المنتخب عبر الصناديق، لقد سيطرت على أوصالى فكرة الإحباط مثل عموم الشعب المصرى الذى يعيش تحت سحابة غريبة من حكم "اللاحكم"، فالرئيس المنتخب يهدد ويتوعد بأصبعه الشهير، ثم يقلب أوراق خطابة بأصبعة الآخر لكي يعلن لنا "إعلانه بحظر التجول"، حتى وهو يهددنا يستعين بالورق لكي يقرأ علينا "إعلان وعيده" ويا لها من سخرية عندما يكون الرد هو بالتظاهر ليلا فقط في مدن القناة وتنيظم دورات كرة القدم "المحظورة"، إن السخرية اللاذعة من الرئيس المنتخب علامة فارقة على صناعة الكذب المنتشرة بين أوصال قصر الاتحادية، فالرجل لا يستطع أن يحكم الشارع المجاور للقصر الجمهورى، ورغم ذلك يهدد ويتوعد ويتراجع كالعادة. إن التخبط الكارثي لمؤسسة الرئاسة في مصر، جعل البلاد في مهب الريح وفي وجه العنف المتبادل من الجميع وسط حالة غريبة لم تمر على البلاد من قبل، وذلك المشهد الفوضوى انتشر بين ربوع المحروسة بشكل متنامٍ، مما جعل الاكتئاب والإحباط من علامات المرض النفسى على وجوه المصريين. ونفس إشكالية الإحباط تجدها في نظرية التعامل بمنطق "موتوا بغيظكم كبديل طبيعى لفكرة "وحدتنا في قوتنا" فيما قبل إجراء الانتخابات الرئاسية التى كانت "حصان طروادة للدخول إلى القصر ومن ثم تم إحراقها على أسوار الاتحادية فيما بعد". كل تلك المشاهد داهمتنى وأنا أقرأ الكتاب البلاغى الرائع "بلاغة الحرية" حيث يستعرض تفاصيل ثورة يناير وما حدث بعدها من "تفتت وضياع أيديولوجى"، وأوجعنى وبشدة فكرة الإحباط والاستسلام لليأس بشكل شخصى، وهنا "مربط الفرس" فقد كنت متحمسا للغاية للثورة ومشاركا بها منذ الوهلة الأولى، ونجحت بحمد الله في صناعة أكثر من كتاب يتحدث عن الثورة انتصارا لمفهوم الثورة بدءا من كتابى "18 يوما" تقديم د. خالد منتصر والإعلامية جيهان منصور، ثم كتاب "واحد من الميدان" تقديم د. علاء الأسوانى ود. عماد أبو غازي والإعلامية فريدة الشوباشي، ثم كتاب "جنة الوطن.. خالد ومينا.. حكاية شهيد"، كل تلك الكتب الثورية التى تؤرخ مرحلة الثورة وما تلاها من مرحلة حكم العسكر ومن ثم كتاب توثيقي للدم النبيل، وتأتي الآن وتتخاذل عن توثيق فترة حكم الإخوان تحت دعوى "لسه بدري" أو دعوات "مفيش فايدة" واستحالة أن يتركوا الحكم إلا بالدم. إن اليأس خيانة والحياد وهم، والبرود الأكاديمي خرافة، ومزاعم الاستقرار حماقة كبرى والقلم أمانة، والدم ليست وجهة نظر، والحياة موقف، والثورة حالة وليست تظاهر، وعشق الوطن هواء نستنشقه، والأمل قائم والثورة سيول مستمرة تجرف المستبدين، والكرامة حق والجبن باطل، و"نعم" جبانة، و"لا" حياة، والعزيمة رجال والخنوع مهانة، ومصر حق، وهم شوائب. كنت أستمتع بقراءة كتاب "بلاغة الحرية" للدكتور عماد عبد اللطيف فى مقهى المشربية المرابط على أطراف ميدان التحرير، وفجأة وجدت تلك الجملة تتردد في ذهني "اليأس خيانة" بل أكبر من فكرة الخيانة نفسها، كانت تلك الجملة الصادمة فأسا حادا هشم ترددي المتتالي فى الكتابة عن حقبة "عصر الليمون" وفكرة الرئيس المنتخب عبر الصناديق، لقد سيطرت على أوصالى فكرة الإحباط مثل عموم الشعب المصرى الذى يعيش تحت سحابة غريبة من حكم "اللاحكم"، فالرئيس المنتخب يهدد ويتوعد بأصبعه الشهير، ثم يقلب أوراق خطابة بأصبعة الآخر لكي يعلن لنا "إعلانه بحظر التجول"، حتى وهو يهددنا يستعين بالورق لكي يقرأ علينا "إعلان وعيده" ويا لها من سخرية عندما يكون الرد هو بالتظاهر ليلا فقط في مدن القناة وتنيظم دورات كرة القدم "المحظورة"، إن السخرية اللاذعة من الرئيس المنتخب علامة فارقة على صناعة الكذب المنتشرة بين أوصال قصر الاتحادية، فالرجل لا يستطع أن يحكم الشارع المجاور للقصر الجمهورى، ورغم ذلك يهدد ويتوعد ويتراجع كالعادة. إن التخبط الكارثي لمؤسسة الرئاسة في مصر، جعل البلاد في مهب الريح وفي وجه العنف المتبادل من الجميع وسط حالة غريبة لم تمر على البلاد من قبل، وذلك المشهد الفوضوى انتشر بين ربوع المحروسة بشكل متنامٍ، مما جعل الاكتئاب والإحباط من علامات المرض النفسى على وجوه المصريين. ونفس إشكالية الإحباط تجدها في نظرية التعامل بمنطق "موتوا بغيظكم كبديل طبيعى لفكرة "وحدتنا في قوتنا" فيما قبل إجراء الانتخابات الرئاسية التى كانت "حصان طروادة للدخول إلى القصر ومن ثم تم إحراقها على أسوار الاتحادية فيما بعد". كل تلك المشاهد داهمتنى وأنا أقرأ الكتاب البلاغى الرائع "بلاغة الحرية" حيث يستعرض تفاصيل ثورة يناير وما حدث بعدها من "تفتت وضياع أيديولوجى"، وأوجعنى وبشدة فكرة الإحباط والاستسلام لليأس بشكل شخصى، وهنا "مربط الفرس" فقد كنت متحمسا للغاية للثورة ومشاركا بها منذ الوهلة الأولى، ونجحت بحمد الله في صناعة أكثر من كتاب يتحدث عن الثورة انتصارا لمفهوم الثورة بدءا من كتابى "18 يوما" تقديم د. خالد منتصر والإعلامية جيهان منصور، ثم كتاب "واحد من الميدان" تقديم د. علاء الأسوانى ود. عماد أبو غازي والإعلامية فريدة الشوباشي، ثم كتاب "جنة الوطن.. خالد ومينا.. حكاية شهيد"، كل تلك الكتب الثورية التى تؤرخ مرحلة الثورة وما تلاها من مرحلة حكم العسكر ومن ثم كتاب توثيقي للدم النبيل، وتأتي الآن وتتخاذل عن توثيق فترة حكم الإخوان تحت دعوى "لسه بدري" أو دعوات "مفيش فايدة" واستحالة أن يتركوا الحكم إلا بالدم. إن اليأس خيانة والحياد وهم، والبرود الأكاديمي خرافة، ومزاعم الاستقرار حماقة كبرى والقلم أمانة، والدم ليست وجهة نظر، والحياة موقف، والثورة حالة وليست تظاهر، وعشق الوطن هواء نستنشقه، والأمل قائم والثورة سيول مستمرة تجرف المستبدين، والكرامة حق والجبن باطل، و"نعم" جبانة، و"لا" حياة، والعزيمة رجال والخنوع مهانة، ومصر حق، وهم شوائب.