منح أبو بكر شوقي جائزة «فارايتي» لأفضل موهبة عربية في الجونة السينمائي ربما لم يدر بخلد المخرج الموهوب أبو بكر شوقي أن فيلمه الروائي الأول "يوم الدين" سينال كل هذا القسط من الرواج والنجاح، بعد أن وقع اختياره على أبطال جاء بهم من "الظل" وقدمهم إلى الجمهور للمرة الأولى. فضل "أبو بكر" أن يأتي ببطل الفيلم من قلب التجربة.. فاختار "راضي" الشخص الذي تعرف عليه في مستعمرة الجذام أثناء تصويره فيلمًا تسجيليا عنها قبل نحو عشر سنوات. كسب "أبو بكر" الرهان على راضي جمال، الذي لعب دور البطولة وفاجأ الجميع بأدائه خلال الفيلم، فمنحه مزيدًا من الصدق والواقعية لأنه ابن التجربة، فقد أصيب بالجذام من قبل، والفيلم يحكي أصلًا عن رجل تربى داخل مستعمرة للجذام، ثم أخذ بعد سنوات طويلة يبحث عن عائلته الأصلية في صعيد مصر. في مايو الماضي، عاد "يوم الدين" بمصر إلى مهرجان "كان" أعرق مهرجانات السينما وأشهرها حول العالم، بعد فترة غياب استمرت 6 سنوات، وشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، وحصل على جائزة "فرانسوا شاليه" لسنة 2018. الغريب أن الفيلم قبل أن يتقدم إلى "كان" تقدم إلى ثلاثة مهرجانات للمشاركة فيها، لكنها رفضت الفيلم وباءت جميع المحاولات بالفشل كما قال مخرجه أبو بكر شوقي في حوار سابق مع "فيتو"، والذي أكد أنه لولا تلك المحاولات لما وصل "يوم الدين" إلى "كان". مؤخرًا، رُشح الفيلم أيضًا لتمثيل مصر في جائزة الأوسكار 2019، واليوم قرر مهرجان الجونة السينمائى منح مخرجه الواعد أبو بكر شوقي جائزة أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط، والتي تقدمها مجلة "فارايتي" أثناء الدورة الثانية للمهرجان التي تنطلق غدًا الخميس. صبر "أبو بكر" على مشروعه كثيرًا حتى بدأ يجني ثماره ثمرة تلو الأخرى، ليمنح طاقة أمل لكثير من الشباب المبدع، وليبعث إليهم برسالة مفادها: "أن اصبروا على مشاريعكم وحتمًا ستحصدون نتيجة الصبر". يقول أبو بكر في حواره السابق ل "فيتو": "هذا الفيلم قدمناه بعد جهد دام خمس سنوات، كانت ظروفه صعبة وكان من الممكن أن نتوقف، وأتمنى أن يكون سببًا في منح الشباب المبدعين الذين لا سند لهم في السوق ولا يملكون الأموال اللازمة لتحويل إبداعهم إلى واقع أملًا في تقديم ما يؤمنون به، وأن يكون «يوم الدين» بمثابة بارقة أمل لهم بأن العمل الشاق والالتزام يمكنه أن يكلل بالنجاح".