سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البالوعات المفتوحة تخطف أطفال مصر.. عبد الرحمن وساندي آخر ضحاياها في السويس.. الأهالي يطالبون بالقصاص من المسئولين.. والد الطفل: «طلب مني عصير وملحقتش أجيبهوله».. ووالدته تدخل العناية المركزة
بالفيديو.. محافظ القاهرة عن "البالوعات المفتوحة": "مجراش حاجة" "تعالي بسرعة ابنك وقع مات في بلاعة".. هكذا جاءت المكالمة لمحمد فوزي والد الطفل عبد الرحمن محمد فوزي الذي مات غرقا في بالوعة صرف صحي في السويس. بداخل منطقة 24 أكتوبر بحي فيصل في السويس، يوجد صوان عزاء كبير يضم كل أهالي المنطقة الذين لا يتحدثون إلا عن الإهمال الذي أودى بحياة طفلين غرقا بعد سقوطهما في بالوعة صرف صحي مكشوفة ضمن 4 بالوعات أخرى موجودة في شارع القرطبي داخل منطق 24 أكتوبر، وجميعهم أمام مدرسة الصناعات المتقدمة التي ستبدأ الدراسة بها خلال شهر مما يشكل خطرا على طلاب المدرسة. وقال محمد فوزي، والد أحد الطفلين الغرقى، إنه يعمل في الإسماعيلية في مشروع حفر أنفاق تحت قناة السويس، الذي يعد مشروعا قوميا وفوجئ في الثانية والنصف بعد نصف الليل بتليفون يطلب منه الحضور سريعا لأن ابنه سقط في بالوعة ومات. تفاصيل الحادث وأضاف الأب أنه جاء لا يعرف أي شيء ولا يعرف أي تفاصيل، فلم يستطع تمالك نفسه من الحزن، حتى إنه لم يعرف تفاصيل الحادث أو أن ساندي نجلة جارهم ماتت في الحادث نفسه إلا في اليوم التالي. وطالب الأب بالقصاص ممن تسبب في مقتل ابنه ذو الأربعة أعوام، ويتذكر الأب آخر محادثة بينه وبين ابنه حيث كلمه يوم الثلاثاء، قبل الحادث بثلاثة أيام، وطلب منه وقتها أن يحضر له عصيرا وهو قادم، ولم ينتظر الصبي حتى يأتي العصير. وعاد الأب ليجلس ويستمع لتلاوة القرآن الكريم في عزاء نجله، لكن فضل الجلوس على كرسي بعيدا ساندًا رأسه على ذراعيه ويبكي. وقال خالد عباس خال الطفل، إن عبد الرحمن هو الابن الوحيد لوالديه على 4 فتيات، بينما ساندي جاءت لوالديها بعد 8 سنوات دون إنجاب، ولم يتمكنوا من إنجابها إلا بعد عملية حقن مجهري. وأضاف خالد عباس، أن عامل الصرف الصحي جاء للمنطقة لتسليك وتنظيف البالوعة قبل الحادث بيوم واحد، ولم يغلقها وتركها مفتوحة، قائلا إنه إذ كان قد أبلغ عن وجود البالوعة المفتوحة وتم إغلاقها، لظل عبد الرحمن وساندي على قيد الحياة. وأكد خالد عباس أن النقل الثقيل يمر من الشارع للدخول لشركة مصر للبترول، مما يسبب هبوطا للأرضية، وسقوط أغطية البالوعات، واستهلاك الأسفلت وتكسير الطريق، على الرغم أن للنقل طريق آخر للمرور منه. وقال إن الأهالي أغلقوا الطريق ببلوكات الصخر لمنع النقل في العبور من هذا الطريق مرة أخرى، حيث إنه يحملهم جزءا من المسئولية عن سقوط أغطية البالوعات. إهمال المسئولين مشهد آخر من مشاهد الإهمال الذي تسبب في وفاة الطفلين، هو تعطيل جميع أعمدة الكهرباء، حيث إن الشارع يضم أكثر من 7 أعمدة كهرباء، 6 منهم بها أعطال، فتتحول المنطقة إلى ظلام دامس في الليل وتظل مرتعا للصوص الذين يسرقون حتى أغطية البالوعات. وأشار إلى أن الكهرباء خطر على أطفال المنطقة بسبب خروج كابلات الكهرباء الموصلة بين الوحدة الرئيسية والمغذية لكل عمارة سكنية، فبدل أن تكون مدفونة تحت الأرض تركت ملقاة وظاهرة وسط مداخل العمارات لتشكل خطرا آخر على الأطفال، كما أوضح أن هذه ليست الحادثة الأولى حيث سقطت سيدة عجوز في البالوعة منذ فترة في المنطقة نفسها. وأكد عم سلامة محمد أحد سكان المنطقة، أنه في الساعة 8 ونصف مساء الجمعة، اختفى الطفلان عبد الرحمن وساندي، وخرج كل شباب المنطقة يبحثون عنهما في كل السويس سواء 24 أكتوبر أو العبور حتى عرب المعمل والملاحة، لكن دون أي أثر، حتى بعد منتصف الليل أثناء بحث الشباب عثر أحدهم على "شباشب" الأطفال تسبح على وجه مياه الصرف في البالوعة. وأضاف أنه بمجرد رؤية "الشباشب" بدأ النساء في الصراخ، واستعان أهالي المنطقة بلمبة نيون للبحث عن الأطفال في البالوعة حتى عثروا على عبد الرحمن وأسرعوا به للمستشفى وأخبروهم أنه توفي حيث ظل 4 ساعات يسبح في مياه الصرف داخل بالوعة ولم تكن هناك إضاءة تُظهره للأهالي ولا غطاء يمنع سقوطهما. وأشار إلى أنه مع استمرار بحث الأهالي لم يعثروا على الطفلة ساندي لولا نزول شاب يدعى غريب موسى إلى البالوعة وغمرته المياه حتى وصلت إلى رقبته ليتمكن من الخروج بجثمان للطفلة ساندي. ولم تستطع والدة ساندي أن تجلس في نفس المنطقة بعد الحادث لتُغادرها حتى العزاء أقامته الأسرة في منطقة أخرى، بينما والدة عبد الرحمن لم تتمالك نفسها لتدخل المستشفى مصابة بأزمة قلبية ويتم حجزها في العناية المركزة.