سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"آن باترسون" تواصل الغطرسة الأمريكية.. سياسيون: تأكيدها بمقابلة الوزراء الجدد يؤكد تبعية مصر للحكم السامى.. عادل: اجتماع وصائى.. إسحاق: تدخل صريح فى الشأن المصرى.. حسب الله: لم تحدث فى النظام السابق
كعادتها تواصل السفيرة الأمريكية آن باترسون إطلاق تصريحاتها المثيرة للجدل والتى كان آخرها تصريحاتها بشأن اعتزامها مقابلة الوزراء الجدد فى التعديل الوزارى لحكومة هشام قنديل، بخاصة وزراء المجموعة الاقتصادية، وهو ما أثار عددا من ردود الأفعال الغاضبة، حيث اعتبر سياسيون مقابلة الوزراء الجدد أحد أشكال التدخل الأمريكى فى الشأن الداخلى المصرى. وأبدى باسل عادل، عضو الهيئة العليا لحزب الدستور، اليوم الخميس، استغرابه من تصريحات السفيرة الأمريكية، قائلا: "هذا التصريح يظهر أننا أصبحنا تحت الحماية الأمريكية بدلا من الحماية البريطانية"، مشيرا إلى أن السفيرة لا يحق لها بأى حال من الأحوال أن تجتمع مع الوزراء بعد توليهم مباشرة واصفا اللقاء بأنه "اجتماع وصائى". وذكر "عادل" أنه لا بد من التعامل الجدى مع تصريحات باترسون؛ لأنها تتولى منصب سفيرة تمثل دولتها فى مصر، وبالتالى يجب اعتبار تصريحها بمثابة التدخل الصريح فى الشأن المصرى، وأن مرسى سبب ذلك نتيجة استجابته لأى ضغوط. واستنكر الناشط السياسى جورج إسحاق، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، اليوم الخميس، تصريحات باترسون، وأشار إلى أن هذه التصريحات تأتى فى إطار التدخل الصريح فى الشأن الداخلى المصرى وغير مقبول، موضحًا أن الرئاسة عليها إصدار بيان تؤكد فيه للسفيرة أن علاقتها تقتصر على وزارة الخارجية إذا أرادت أن تسأل عن أى شيء. وأضاف إسحاق: "على هذه السفيرة الشريرة أن تكف عن تصريحاتها الخطيرة؛ لأن الوزراء ليسوا موظفين عندها"، وأقول للوزراء الذين يقبلون مقابلتها عيب عليكم لستم موظفى أمريكا فى مصر". وقال الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن تصريحات السفيرة الأمريكية "غريبة" وتأتى فى إطار التدخل فى الشأن المصرى، وتؤكد أن مصر تحت الاحتلال الأمريكى، حسب قوله. وأكد أن مقابلة السفيرة للوزراء بعد توليهم مناصبهم يتشابه مع ما كان يحدث فى مصر فى فترة الاحتلال البريطانى، لأنه كان الوزراء الجدد يقابلون المندوب السامى البريطانى. وأضاف "حسب الله": "هذه التصريحات لم تحدث فى زمن النظام السابق وإنما حدثت فى حكم من تغنوا بالثورة والاستقلال عن الهيمنة الأمريكية، دون أن تتحرك مؤسسة الرئاسة لتعلق على التصريحات". وتابع: "رغبة باترسون فى مقابلة وزراء المجموعة الاقتصادية يرجع إلى رغبتها فى تمليتهم الشروط الأمريكية والتى يجب أن يسيروا وفقا لها من أجل الحصول على قرض صندوق النقد الدولى". اعتبر أمين إسكندر، القيادى فى التيار الشعبى أن تصريحات السفيرة الأمريكية "أمر طبيعى" خاصة أن السفيرة هى راعية الإخوان المسلمين فى مصر. أضاف فى تصريحات خاصة أن الولاياتالمتحدة تلعب دورا هاما فى مسألة القرض الذى تهدف مصر إلى الحصول عليه من صندوق النقد الدولى، وبالتالى فتصريحاتها تأتى باعتبارها راعية محادثات الإخوان والصندوق. وأكد إسكندر أن تصريحات باترسون تفتقد للياقة ولكنها واقعية وتعبر عن الحقيقة فى أن مصر حاليا تابعة للولايات المتحدة، حيث أوضح أن إصرار باترسون على مقابلة وزراء المجموعة الاقتصادية يشير إلى رغبتها فى الحديث عن السياسات الاقتصادية التى ستتخذها مصر فى الفترة القادمة بخصوص القرض والدعم والخصخصة وغيرها من الأمور. أكدت الدكتورة هالة مصطفى، أستاذة العلوم السياسية أن تصريحات آن باترسون، ترتبط بقرض صندوق النقد الدولى، حيث قالت: إن الولاياتالمتحدة تلعب دورا هاما فى إقرار هذه القروض بسبب علاقاتها المميزة مع المؤسسات الدولية. وبالتالى فمقابلة السفيرة للوزراء ستكون بخصوص مناقشة السياسات التى ستتبعها مصر فى الفترة القادمة من أجل تنفيذ شروط صندوق النقد خاصة أن التعديلات الوزراية كان هدفها الوحيد تحقيق هذه الشروط. وأكدت مصطفى أنه لا يحق لأى سفارة أن تجتمع بوزراء الحكومة لبحث السياسات المستقبلية إلا أن الأمر يختلف مع سفارة الولاياتالمتحدة والتى تعتبر وضعا خاصا لأنها تقدم لمصر المعونة الاقتصادية وتساعد فى حصولها على القروض والمعونات.