استمرارًا لحالة العبث واللامبالاة التى تدار بهما وزارة التربية والتعليم فى عهد الدكتور إبراهم غنيم اكتفت الوزارة فى التعامل مع قضية إلغاء حلايب وشلاتين من عدد من المجسمات والخرائط المنتشرة فى مكتبات جميع المدارس على مستوى الجمهورية بأن كلفت موجهى الدراسات الاجتماعية بالمرور على المدارس، ومراجعة تلك الخرائط، وتعديل رسم الحدود بالخط بالقلم الفلوماستر على حدود مصر مع السودان من أجل ضم حلايب وشلاتين، ولكن فات على الوزارة أن حلايب وشلاتين فى تلك الأطالس والمجسمات موجودة بلون مختلف عن اللون المظلل لخريطة مصر، وهو نفس اللون الذى يظلل حدود السودان. أحمد الأشقر نقيب معلمى 6 أكتوبر أكد أنه عقب إثارة قضية وجود خرائط ومجسمات داخل المدارس توضح تبعية حلايب وشلاتين للسودان، فإن وزارة التربية والتعليم اكتفت بإرسال موجهى الدراسات الاجتماعية للاطلاع على تلك الأطالس ومد خط الحدود بين مصر والسودان بالقلم الفلوماستر لتدخل منطقة حلايب وشلاتين فى حيز مصر، واعتبر الأشقر أن هذا الإجراء بمثابة استخفاف بعقول التلاميذ، خاصة أن الرسم على الخريطة يضع حلايب بلون مختلف عن لون خريطة مصر وهو نفس اللون المرسومة به السودان. الأشقر أكد أن الوزارة رفضت سحب تلك الأطالس والمجسمات المنتشرة فى مكتبات المدارس، وعددها 47 ألف مدرسة، موضحا أن سحب تلك الأطالس كان يعنى أن تتكلف الوزارة بتوريد أطالس جديدة، ولكنها آثرت توفير الأموال التى يمكن أن تنفق على هذه الأطالس فى حال شرائها من جديد، رافضا فكرة أن تكون بعض المدارس قامت بشراء تلك المجسمات من حساباتها من أجل إضافتها لمكتبة المدرسة. وعن الأطالس الموجودة بالمدارس حاليًا، وبها حلايب وشلاتين تتبع السودان، قال الأشقر هى كتب تابعة لهيئة المعونة الأمريكية، وتم توريدها لمكتبات المدارس، عن طريق الوزارة ، مؤكدًا أن وزارة التربية والتعليم حاليا تتبع سياسة التوفير فى كل شىء، حتى وإن جاء ذلك على حساب الطلاب والعملية التعليمية داخل المدارس، مدللا على ذلك باستيلاء الوزارة على أموال الطلاب فى الحسابات الخاصة بالمدارس، وتحويلها لدعم موازنة الدولة، الأمر الذى يقضى على النشاط الطلابى فى المدارس. وقد أدى اكتفاء الوزارة بذلك، وعدم سحب تلك الأطالس ومجسمات الخرائط من المدارس إلى اختلاط الأمر على الطلاب الصغار حول مثلث حلايب وشلاتين، حيث أشارت نورهان حامد طالبة بالصف السادس الابتدائى بإحدى مدارس 6 أكتوبر إلى أن الحيرة انتابتها بعد الاطلاع على أطلس الأطفال الموجود بمكتبة المدرسة والذى يضم حلايب وشلاتين إلى السودان، وقالت الحيرة أصابتنى لأننى أعلم من خلال والدى أن حلايب وشلاتين جزء من مصر، وعقب إثارة قضية حلايب وشلاتين تعرضت للأطلس الموجود بمكتبة المدرسة فاكتشفت أن الوزارة لم تغير فيه شيئا يجعل الطالب يتأكد أن حلايب وشلاتين جزء من مصر وليس السودان. زينب مصطفى طالبة بالصف السادس الابتدائى أيضًا قالت إنها لم تدرس خريطة مصر الجغرافية بعد، ولم تتعرض للحدود السياسية للبلاد فى كتبهاالمدرسية، ولكنها تحب الجغرافيا، وأضافت وفى مكتبة المدرسة أطلس للأطفال تعرضت إليه ونظرت فى خرائطه فاكتشفت أن جزءًا من خريطة مصر مرسوم على شكل مثلث ملون بنفس اللون المرسوم به خريطة السودان، الأمر الذى أوقعها فى حيرة، وتساءلت هل يتبع هذا الجزء مصر أم السودان، وقالت سألت أفراد عائلتى عن حلايب وشلاتين هل تتبع مصر أم السودان فأكدوا لى أنها تتبع مصر، ومع ذلك فالأطلس الموجود بالمدرسة يرسمها تابعة للسودان. من جهته نفى محمد السروجى المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم وجود أطالس بمكتبات المدارس، وقال كل ما أثير حول ضم حلايب وشلاتين للسودان كان ضمن كتاب الدراسات الاجتماعية وتم تصحيحه، واعتبر أن خطأ كهذا وارد جدا، وأكد أن الموجود فى الكتاب تم تصويبه بنشرة تصحيحية، معتبرا أن مثل تلك الأخطاء واردة وأنها تحدث مع المصحف الشريف، وأضاف كذلك كان هناك عدد من المجسمات للكرة الأرضية فيها خطأ فى الحدود المصرية، وأن تلك الأخطاء كانت فى إحدى المحافظات الحدودية، وتم سحب تلك المجسمات.