بعد أن شارك الفنان التشكيلى حسين بيكار، عقب تخرجه فى تأسيس متحف الشمع، وإنجاز بعض الأعمال فى ديكور المعرض الزراعى، وأثناء بناء السد العالى، أراد وزير الثقافة آنذاك الدكتور ثروت عكاشة، تسجيل هذا الحادث التاريخى حيث طلب من الفنان حسين بيكار، تسجيل أحداث نقل معبد أبوسمبل من مكانه القديم إلى مكانه الجديد، وتوثيق هذه المعابد والحياة فى النوبة بواسطة اللوحات الفنية المعبرة. تعايش حسين بيكار، مع أهل المنطقة ومع خطوات نقل المعبد ومراحل بناء السد العالى إلى درجة عشقت روحه تلك البيئة فامتزج عطائه بهذا العشق، لتخرج أعماله حولها وكأنها انبثقت من قلبه. استغل بيكار فنه الراقى وخطوطه الرشيقة لينقل للعالم تاريخ وعظمة الحضارة الفرعونية. فعلى مدار ثلاث سنوات وثق حوالى 80 لوحة إضافة إلى آلاف الاسكتشات سجلت تاريخ معبد أبى سمبل فى العصر القديم، ثم خطوات إنقاذه أثناء بناء السد العالى. وتفوق بيكار فى رسومه بدرجة كبيرة، حتى قام المخرج العالمى جون فينى باستعراض هذه اللوحات فى فيلم تسجيلى عالمى، باسم "العجيبة الثامنة" حكى فيه قصة بناء هذا الأثر الفريد، معبد أبوسمبل فى النوبة أيام الملك رمسيس الثانى، من خلال ما خطته بكل جد أنامل راهب الفن الجميل بيكار الشديدة الحساسية للألوان والظلال. وظل "العحيبة الثامنة" الفيلم الأوحد الذى اعتمد اعتمادًا كاملًا على لوحات بيكار فى عملية توثيق كاملة لمراحل بناء السد العالى، وأكبر دعاية على مستوى العالم كله لهذا المشروع، الذى يعتبر أكبر مشروع للنهضة المصرية، جرى بعد ثورة 23 يوليو 1952.