نجحت المطربة التونسية غالية بن علي في صنع حالة فنية فريدة استطاعت من خلالها مخاطبة وجذب جيل جديد من الشباب بتقديم التراث المصري والتونسي بطريقة مميزة، مزجت بين الأصالة والمعاصرة، وذلك خلال حفلها الذي أقيم مساء أمس، على المسرح الروماني ضمن فعاليات مهرجان الأوبرا الصيفي بالإسكندرية والذي حضره المئات، واستعانت الأوبرا بأكثر من 200 مقعد إضافي لاستيعاب حشود الجماهير التي ملأت مدرجات المسرح. بدأ الحفل باستقبال رائع من الحاضرين لغالية التي ظهرت على المسرح مرتدية زيًا يجمع بين الطابع المصري والتونسي وممسكة بمروحتها التي ترافقها في كل جولاتها الفنية، وكأنها جزء من تكوينها الجسدي، وقدمت التحية للجميع ثم بدأت الغناء ببساطة ومرح وطوال مدة الحفل تجلت حالة الحب والتواصل مع جمهورها الذي بدا وكأنه جزء من أسرتها الكبيرة في مصر، كما ظهرت شخصيتها الفنية المتفردة من خلال صوتها الذي يمزج النغمات الطربية والغجرية والغربية لتقدم عدد من الأعمال التراثية المصرية والتونسية إلى جانب مجموعة أعمالها الخاصة التي أثبتت قدرتها على الغناء باللغة العربية الفصحى واللهجة العامية المصرية. وصاحبتها بحركات إيقاعية راقية ورشيقة، منها: يا مسافر وحدك التي أدتها ببراعة واقتدار، غريبة جئت، في كل صبح، شمس الأصيل، مالي فتنت، قلبي يحدثني، تخلى القلب، ساكنة بأوهامي، مولاي أنت، هيمتني التي تفاعل معها الجمهور وصاحبها بالتصفيق، من ربيع لربيع، امسك دموعك واختتمت الحفل بأغنية لاموني اللي غاروا منى التي أبدعت الفرقة في أداء موسيقاها وسط إعجاب الحاضرين. وكعادة كل الفنانين المشاركين في المهرجان حرصت غالية بن علي التقاط الصور التذكارية مع محبيها وعشاق صوتها من جمهور الإسكندرية، كما هنأتها الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية على نجاح الحفل، وطلبت منها الاستعداد للمشاركة في فعاليات الدورة ال26 من مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء.