بعد مرور 83 عاما على تأسيس الإذاعة "الميكروفون الحكومي" أثبتت أرقام الإعلانات ونسب الاستماع أنه لا صوت يعلو فوق صوت الإذاعات الخاصة التي غزت الأثير وأصبحت أعدادها في مصر كبيرة بشكل منحها حقًا للاستحواذ على آذان وعقول المستمعين على عكس ما مضى من سنوات طويلة كانت اليد العليا في سوق الهواء لشبكات ومحطات الإذاعة الحكومية. أعداد الإذاعات الخاصة في مصر ظلت لسنوات طويلة قليلة نظرا لصعوبة منح الترددات لأشخاص أو شركات وكثيرة رفضت طلبات لذلك إبان فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك والذي شهد عصره انطلاق إذاعة نجوم إف إم لمالكها الأصلى طاهر حلمى قبل أن يبيعها لغيره مستغلا صداقته آنذاك بجمال مبارك نجل الرئيس الأسبق في الحصول على الموافقات وظلت المحطة تعمل بالسوق وحيدة إلى أن قررت إحدى الجهات التابعة للدولة مشاركة اتحاد الإذاعة والتليفزيون في بث محطة حملت اسم 9090. وخلال فترة حكم جماعة الإخوان –المصنفة إرهابية- وعقب اختيار صلاح عبدالمقصود وزيرا للإعلام حاول الأخير منح تردد إذاعى لإحدى الشركات التي تم اكتشاف أنها ذات توجهات متفقة وآراء الجماعة، ما دعا بعض الجهات وخاصة الأمنية رفيعة المستوى السعى لعرقلة وإبطاء المشروع قليلا من الوقت على أمل أن يتسبب الغضب الذي كان يجتاح الشعب من تصرفات الجماعة في حدوث تغيير بالحكم وقد صدق الحدس لديهم واندلعت ثورة 30 يونيو لتقضى على حلم "إذاعة الإخوان". المصادر أكدت أن حقيبة الترددات في ماسبيرو ستصبح خالية تماما بنهاية عام 2017 بعد إبرام تعاقد رسمى بين التليفزيون وإحدى الجهات الأمنية التي دخلت في شراكة رسمية مع شركة "فالكون" لإطلاق محطة أمواج والتي تم تغيير اسمها ل"كايرو إف إم" وتتناول النشرة المرورية والحديث عن قوانين المرور بشكل جديد إلى جانب التركيز على بث معلومات عامة بشكل وثائقى إلى آذان المستمعين، وأضافت المصادر ذاتها أن التعاقد جرى بنحو 45 مليون جنيه في العام الحالى وبزيادة قدرها 10٪ سنويا. وتابعت المصادر أن إدارة المحطة الوليدة صممت أن يكون التعاقد مشابها لمتطلبات بين ماسبيرو وإذاعة 9090 بنفس الامتيازات ونسبة شراكة 50٪ لكل طرف، موضحة أنه رغم تحقيق الأخيرة الأرباح خلال السنوات التالية لبثها تخطت حاجز ال100 مليون جنيه من المفترض أن "ماسبيرو" له بها النصف وفقا لبنود العقد، إلا أن القطاع الاقتصادى لم يحصل تلك الأموال حتى اليوم. وكشفت المصادر منح آخر تردد داخل المبنى العتيق إلى إذاعة ماسبيرو إف إم التي تبث التراث ولا تزال في مرحلة التدريب وتحتاج إلى موجة ثابتة ليخرج لتليفزيون "صفر اليدين" من عام 2017 في مجال الترددات، خاصة أن العام الجارى شهد منح إحدى الجهات التردد الإذاعى الجديد أيضا دخل السوق تحت اسم "إينرجي". المثير في الأمر ما تتداوله بعض المصادر حول أنه كانت هناك رغبة قوية في التخلص من ترددات ماسبيرو العام الحالية، وتحديدا قبل تشكيل وإصدار قانون الهيئات الإعلامية، مع الأخذ في الاعتبار أن الولاية على تلك الموجات فيه تنتقل إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة مكرم محمد أحمد، ما كان داعيا -وفق تفسير تلك المصادر- إلى أن يتم حسم منح الترددات بدلا من التعامل مع رئيس الأعلى الذي يرى كثيرون أن ربما يرفض إنهاء تلك الصفقات، وتجعلهم يرفضون الدخول في أي صدام محتمل ويسرعون في الحصول على الموجات وتوقيع العقود. عقد نجوم إف إم هو الآخر كان بمثابة أزمة، فقد انتهى رسميًا خلال أبريل الماضي، وكانت هناك نية كبيرة لسحب الترددين إلا أنه وحسب المصادر وبعد تدخلات واتفاقات جرى تجديده لعامين. الأربع إذاعات الخاصة الوليدة 9090، نجوم إف إم، إينرجي، كايرو إف إم تشهد ضخ ملايين الجنيهات فيها وتحقق مكاسب كبيرة جعلتها تنتج برامج متميزة وأعمالا درامية وغيرها من أساليب الدعاية، ما تسبب في هز عرش الميكروفون الحكومى الذي تراجع كثيرا عن منافسة هذه المحطات في التواصل مع الجمهور، خاصة أن الأخيرة لا تزال تعمل بإيقاع بطيء ولغة لم تعد تناسب كثيرين وتحديدا جيل الشباب الذي يتعامل حاليا مع أعلى إمكانات التكنولوجيا، ففى الوقت الذي تعانى فيه شبكات الإذاعة من عدم وجود تمويل للدراما في رمضان ومع التباهى العام الحالى بنجاح شبكة أو اثنين بجلب تمويل خارجى قيمته لا تتخطى 400 ألف جنيه لإنتاج مسلسلات رمضان كانت إذاعة 9090 على موعد مع منح الفنان الشاب محمد رمضان أكثر من مليون جنيه أجرًا عن اشتراكه في مسلسل إنتاج المحطة لبثه في الشهر الفضيل.