«تسعيرة بيع الأطفال».. عامل يبيع نجله ب 5 آلاف جنيه.. آخر يتنازل عن فلذة كبده مقابل تذكرة هيروين.. سيدة تعرض طفلها على المارة لإطعام أشقائه.. وفقيه دستوري: لا يوجد نص قانوني للتجريم

«أطفال للبيع، بنات تلاقي ولاد تلاقي، حتى استغلال أعضاء بشرية هتلاقي»، لم تكن تلك الكلمات مجرد مشهد من فيلم رعب، لكنها حقيقة واقعية، بظاهرة جديدة في المجتمع دخلت عالم الإجرام من أوسع أبوابه، لا يمكن أن تصم عنها الأذن، أو تتجاهلها القلوب والعقول، بعدما تحولت من كثرة تداولها، وكأنها أمر واقع أو شيء متأصل في المجتمع المصري.
5 آلاف جنيه
تجرد أب من كل معاني الإنسانية وعرض نجله للبيع مقابل 5 آلاف جنيه، وحرر عقدًا للتنازل نهائيًا عن الطفل بدون علم الأم في محافظة القليوبية.
وناقشت الإعلامية شيماء جمال، قضية الاتجار بالأطفال وبيع الآباء لأبنائهم الصغار مقابل الأموال، وعرضت مقطع فيديو يرصد تفاصيل شرائها طفل يدعى «محمود» من والده مقابل 5 آلاف جنيه؛ موضحةً أنه اشترط عليها عدم إعادة الطفل له مرة أخرى، وقطع علاقتها به، وعدم محاولة الاتصال به هاتفيًا أو زيارته في المنزل.
100 جنيه
لم تكن تلك الواقعة الأولى من نوعها، ففي فبراير الماضي، أقدمت سيدة بدمياط على عرض طفلها للبيع أمام المارة في الشارع، وكانت المفاجأة حين طلبت الأم مبلغ مائة جنيه فقط من أجل إطعام باقي أشقائه.
وتجمهر أهالي قرية "السنانية" بدمياط، أمام السيدة التي كانت تقف قرب أحد المطاعم الشهيرة بالمنطقة، وانفعل الأهالي وظنوا في بادئ الأمر أن الأم فقدت قواها العقلية لكنهم تحققوا فيما بعد من أن الفقر والجوع هما ما دفعاها لبيع فلذة كبدها.
تذكرة هيروين مغشوشة
«تذكرة هيروين مغشوشة ب 20 جنيهًا»، دفعت أب لبيع ابنته التي تبلغ من العمر 5 سنوات، مستغلًا غياب الأم عن المنزل وأخذ الطفلة، وقام بمقايضتها بتذكرة هيروين مغشوشة من تاجر المخدرات الذي يتعامل معه، رغم علمه أنه سيتصرف بها إما في أعمال مشبوهة أو بيع أعضائها.
البداية كانت بدعوى طلاق رفعتها الزوجة "خديجة. ص"، في أبريل 2016، أمام محكمة الأسرة بإمبابة ضد زوجها "حاتم. ف" وطالبت فيها بتنفيذ القانون بعد أن فقد زوجها عقله بسبب إدمانه المخدرات، وساوم على بيع طفلته مقابل أن يحصل على تذكرة هيروين مغشوشة ب 20 جنيهًا، بعد أن أجبرها على بيع كل ما تملك ليستطيع الحصول على تذاكر الهيروين.
شاهد..رجل يبيع ابنه من حمل سفاح مقابل 5 آلاف جنيه منعًا للفضيحة
50 ألف جنيه
«خده ليك وهات 50 ألف جنيه، جوزي مبيشتغلش، ومفيش قانون يجرم بيع الأم لطفلتها»، بتلك الكلمات عرضت أم طفلتها الرضيعة -التي لم تتخطى الثلاثة أشهر- للبيع، في أغسطس 2015، لصاحب شركة كانت تعمل خادمة عنده، بعدما علمت أنه لا ينجب، وطلبت منه 50 ألف جنيه، لكنه رفض الاشتراك في الجريمة، وحرر محضرًا ضدها، وفور إلقاء القبض عليها اعترفت بأنها بالفعل عرضت طفلتها للبيع، بسبب الفقر والجوع.
4 علب لبن
ومن ضمن الوقائع التي رصدت ضمن هذا الوباء المجتمعي، تلك الواقعة التي حدثت في فبراير 2010، عندما رزق الله عامل بتوأم في مستشفى الجلاء، وقرر بيع أحدهما مقابل 4 علب لبن و50 جنيهًا أسبوعيًا حتى يستطيع الإنفاق على الطفل الآخر، وتبين أنه اتفق مع سيدة لتأليف وتدبير سيناريو لخطفه حتى لا تعلم زوجته.
وتقدمت الأم ببلاغ إلى قسم شرطة بولاق أبو العلا، أفادت فيه أن سيدة مجهولة خطفت أحد طفليها التوأم حديثي الولادة وتعرفت عليها وزعمت قدرتها على صرف إعانات لها من المستشفى، ثم تظاهرت بحمل الطفل وأخذته وهربت.
وكشفت تحريات رجال المباحث تواطؤ الأب مع المتهمة، حيث تبين أن والد الطفل المخطوف ويدعى "علي. ش.ح" 37 سنة- عامل، تعرف على السيدة واتفق معها على بيع أحد طفليه مقابل الحصول على 4 علب ألبان و50 جنيهًا أسبوعيًا، ورسم معها خطة الخطف لخداع زوجته.
تابع..«تجارة الرقيق» على الطريقة المصرية
الرأي القانوني
وفي السياق نفسه، قال "محمد نور ألين" الفقيه القانوني والدستوري، لا يوجد نص قانوني صريح يحرم، بيع الآباء لأبنائهم، باعتبار أن هذا الأمر وضع استثنائي والقانون يبني على الوضع العام، ولكن تلك الجريمة تدخل في نطاق الإهمال وعدم الرعاية للأطفال، وأيضًا تزوير شهادات الميلاد.