يعتقد الكثيرون أن صناعة أفلام الكارتون بدأت بالأمريكى والت ديزنى، إلا أن مصر لديها تاريخ آخر لأعمال الرسوم المتحركة - الأنيميشن، ففى قاعة سينما كوزمو بالقاهرة وبالتحديد فى يوم 18من شهر فبراير لعام 1937، كان بروجرام العرض آنذاك فيلمى "ليلى بنت الصحراء" و"مشمش أفندى - مافيش فايدة"؛ أول عمل للرسوم المتحركة فى مصر، ناطقًا باللغة العربية. كانت مدة عرض "مشمش أفندى" 15دقيقة، نالت إعجاب الجمهور بشكل جعل دور السينما تقبل على هذه النوعية من الأفلام الترفيهية، حتى إن دار سينما النهضة قدمت بعد عرض "مافيش فايدة"، فيلمًا آخر بعنوان "حبوب وحبوبة"، من رسوم الفنان المصرى أنطون سليم. يعد "مشمش أفندى"، أول استثمار مصرى لنجاح شخصية "ميكى ماوس"، التى انتشرت فى أواخر الثلاثينيات للرسام العالمى والت ديزنى، والتى شجعت السينمائيين المصريين والأجانب لمحاكاة التجربة. رائدا هذه التجربة المصرية هما "الإخوة فرانكل"، وهما متمصريين من أصول روسية يهودية، بدأوا عملهم فى مصر بمجال صناعة الموبيليا وتركوها بسبب قلة الأرباح إلى فن الرسوم المتحركة. قام بزائيل "الأب"، بإعداد الأحبار والألوان، وانفرد الابن "سالومون فرانكل" بعبء الأدوات من تصوير وإضاءة وأدوات صوت ومونتاج، أما الابن "دافيد" فكان يرسم الشخصيات والديكور ويحدد الزوايا ويرسم بالحبر، ثم يقوم "ديفيد" بتلوين ما سبق.
كان من أشهر حلقات "مشمش أفندى"، حلقة الدفاع الوطنى، وفيها تذهب شخصيتهم الشهيرة إلى الحرب فى الجيش المصرى بجانب الحلفاء، وينتهى العمل بأغنية عن النصر النهائى، وهى رؤية وصفها كثير من النقاد بأنها كانت تمثل توظيفًا سياسيًا يدفع بالمصريين إلى حرب لم يكونوا طرفًا فيها. وفى عام1951 تركت عائلة فرانكل مصر بسبب آثار حرب فلسطين عليها واستقرت بباريس، واستمرت معها شخصية "مشمش أفندى" دون طربوشه، وتحولت إلى "مسيو مميش"، وقدم فى فرنسا 10حلقات أخرى، لم تلق النجاح الذى ناشدته العائلة، لتنتهى على عتبات الإليزيه حلم صناعة أول فيلم رسوم متحركة مصرى، ظهر متقدمًا بشكل لافت حينها.