"أقبح نساء العالم".. لقب حملته جوليا باسترانا التى عاشت فى أوربا فى القرن التاسع عشر، ودفنت فى موطنها الأصلى فى المكسيك بعد أكثر من 150 عاما من وفاتها. كانت جوليا تعانى من حالة جينية جعلت وجهها مكسوا بالشعر، وكانت تمثل فى السيرك دور المسخ. بعد وفاتها فى عام 1860 تنقل زوجها الأمريكى بجثمانها المحنط، فى رحلة انتهت شمالا إلى النرويج، وأعيد رفاتها إلى موطنها هذا الأسبوع ليتم دفنها بصورة لائقة بعد حملة كبيرة، وتوافد الناس إلى مدينة سينالوا دى ليفا، حيث ووريت جوليا الثرى وقد تم تزيين نعشها بالزهور البيضاء. قال ماريو لوبيز حاكم سينالوا: تخيل الوحشية والقسوة البشرية التى واجهتها، وكيف استطاعت التغلب عليها، إنها قصة عظيمة". فيما قال الأب جايمى رايز ريتانا، للمعزين إن الإنسان لا يجب أن يرفض أى إنسان. كانت جوليا باسترانا التى ولدت عام 1834 تعانى من مرض " hypertrichosis"، ويعنى فرط نمو الشعر، حيث يسبب النمو الزائد لشعرها فى تغطية وجهها بالشعر، إضافة إلى أنها كانت تعانى فى بروز الفك، وبسبب شكلها كان يطلق عليها المرأة الدب أو المرأة القرد. فى خلال السنوات العشر التى تلت 1850 قابلت وتزوجت مدير فرقة أمريكى يدعى ثيودور لينت والذى أخذها فى جولة لتقديم عروض المسخ، حيث كان يتعين عليها أن تغنى وترقص وتوفيت فى موسكو عام 1860 بعد أن ولدت طفلا له نفس حالتها ولكنه توفى بعد ولادته بأيام. ولكن قصة جوليا باسترانا لم تنته هناك حيث استمر لينت فى التنقل بجثمانها المحنط، ووصل الجثمان إلى محطته الأخيرة فى النرويج، حيث شهد جثمانها تطورا آخر عام 1976 حيث تمت سرقته وألقى فى القمامة، ثم عثرت عليه الشرطة، ثم انتهى به المطاف فى جامعة أوسلو. ولكن الفنانة المكسيكية لاورا آندرسون بارباتا بدأت حملة من أجل إعادة جثمان جوليا باسترانا إلى بلادها عام 2005، وتضامن معها المسئولون المكسيكيون فى حملتها. قالت بارباتا لصحيفة نيويورك تايمز: "شعرت أن من حقها استعادة كرامتها ومكانتها فى التاريخ وأيضا فى ذاكرة العالم".