جرت ظهر اليوم الإثنين مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس عبدالفتاح السيسي، أمام دير جيرونوميس التاريخى في لشبونة والذي شهد إعلان قيام الجمهورية البرتغالية. حرس الشرف واستعرض الرئيس السيسي حرس الشرف، وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى المصرى والبرتغالى، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بالرئيس، بينما رفرفرت الأعلام المصرية والبرتغالية على الأعمدة المتواجدة في باحة الدير التاريخى. الشاعر البرتغالي كما وضع الرئيس السيسي إكليلا من الزهور على قبر الشاعر البرتغالى الراحل لويس فاز دو كامويش – الذي يعد من أبرز شعراء البرتغال – بالعاصمة البرتغاليةلشبونة. دي كامويش ويعد لويس فاز دو كامويش شاعرا قوميا عظيما، حيث خلد بشعره الكثير عن المآثر البطولية الرائدة، والاستكشافات في التاريخ البرتغالى، واشتهر دو كامويش بالمغامرة، واشترك في عدد من الحملات، وفقد إحدى عينيه، وقضى سنوات من عمره بالسجن حتى نال مكانة متميزة في عهد الملك سيباستيان. ومن أشهر أعماله الأدبية لوسياديسهو تاريخ شعري طويل عن البرتغال خلد فيه رحلات المستكشف البرتغالى الشهير فاسكو داجاما. قمة مصرية – برتغالية كما أجرى الرئيس السيسي مباحثات هامة مع رئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتطورات قضايا منطقة الشرق الأوسط، وأعقبها مؤتمر صحفى للزعيمين. مؤتمر صحفي وقال الرئيس في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس البرتغالي في لشبونة: "اسمحوا لي في البداية أن أعبر لكم عن خالص الشكر والتقدير على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لاقيناه منذ وصلنا إلى بلدكم الجميل، والذي تربطه بمصر علاقات صداقة تاريخية نعتز بها، وروابط تواصل حضاري ضاربة في عمق التاريخ، لاسيما في ضوء الدور السياسي والثقافي الهام الذي تقوم به البرتغال على الساحة الدولية، والإسهامات التاريخية المميزة لشعبها في خلق جسور التفاهم والتعارف بين الحضارات". تطورات الأوضاع المصرية وقال السيسي: "لا يخفى عليكم أن مصر قد مرت على مدى السنوات الأخيرة بتغييرات كبيرة، جسدت آمال شعبها في التغيير والحرية والتقدم، وبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تحقق التنمية العادلة لكافة مواطنيها، وهي تطلعات نثق في أنكم تتفهمونها وتؤيدونها بقوة، سواء من واقع تجربتكم التاريخية في البرتغال على مدى العقود الماضية، أو من خلال ما لمسته منكم أثناء مباحثاتنا من إدراك واع لمحورية مصر كركيزة للاستقرار والأمن في محيطها الإقليمي، والذي يرتبط مباشرة بأمن البحر المتوسط وأوروبا، ومن هنا فإننا نثمن مواقف البرتغال المتوازنة تجاه تطورات عملية التحول الديمقراطي في مصر، ونتطلع إلى استمرار دعمكم لجهودنا في معالجة التحديات الجسام المرتبطة بهذه المرحلة الدقيقة من تاريخ شعبنا". العلاقات الثنائية وأضاف السيسي: "لقد شهدت الفترة الأخيرة تطورًا ملموسًا في العلاقات الثنائية بين مصر والبرتغال على محاور عدة، أتطلع للعمل الوثيق معكم من أجل تنميتها وتطويرها نحو آفاق أرحب لما فيه فائدة شعبينا، وبما يحقق تقدمًا عمليًا وملموسًا نحو تفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين، إننا ننظر إلى زيارتنا اليوم للبرتغال، كنقطة انطلاق نحو تحقيق نقلة نوعية في مستوى وحجم التعاون الاقتصادي بين البلدين، ولقد سعدت باتفاقنا على أهمية متابعة وضع الأطر اللازمة لتنفيذ مشروعات تعاون مُحددة في هذه المجالات وغيرها، وذلك من خلال تفعيل عمل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني بعقد أول اجتماعاتها في القاهرة في المستقبل القريب". المستثمرون وقال السيسي: "وفي هذا الصدد يطيب لي أن أدعو المستثمرين ورجال الأعمال البرتغاليين للاستفادة من الفرص الواعدة في مجال تطوير البنية التحتية في قطاعات تتميز فيها البرتغال على المستوى الدولي كالنقل والشحن البحري، والطاقة التقليدية والمتجددة، وهي المجالات التي تُنفذ فيها مصر العديد من المشروعات الكبرى في إطار خطتها الطموحة للتنمية المستدامة، كما أدعو شركاءنا البرتغاليين إلى الاستفادة من حوافز الاستثمار التي تقدمها الحكومة في إطار قانون الاستثمار الجديد، ومن الفرص المتميزة التي تتيحها مشروعات التنمية في مصر، وعلى رأسها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس بموقعها بالغ التميز في قلب حركة التجارة الدولية". القرب الجغرافي وأضاف السيسي أن القرب الجغرافي لبلدينا الصديقين على ضفتي البحر المتوسط، يفرض علينا التنسيق الوثيق فيما يتعلق بمجابهة العديد من التحديات التي تمر بها منطقتنا في المرحلة الحالية، وعلى رأسها انتشار الإرهاب والتطرف، ومحاولات تفكيك الدول والنيل من فكرة الدولة الوطنية وتقويض مؤسساتها، بالإضافة إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتدفق اللاجئين نتيجة استمرار الصراعات المسلحة والحروب التي يدفع ثمنها الأبرياء من المدنيين. التنسيق وقال السيسي: "ولقد تناولنا في مباحثاتنا اليوم سبل التنسيق بشأن مسارات حل عدد من الأزمات التي باتت تسويتها ضرورة حتمية لمستقبل أمن واستقرار منطقة البحر المتوسط، وإنني أتطلع للاستمرار في التنسيق والتشاور الوثيق بين بلدينا سواء على المستوى الثنائي أو في إطار المحافل الدولية متعددة الأطراف، وكذا فيما يتعلق بالتعاون الثلاثي في تنمية القارة الأفريقية التي تعد نقطة التقاء غاية في الأهمية بين السياسة الخارجية لبلدينا". التهنئة وأضاف السيسي، وفي هذا السياق اسمحوا لي أن أنتهز هذه الفرصة لأعرب عن صادق تهنئتنا لكم وللشعب البرتغالي على انتخاب السيد "أنطونيو جوتيريش" السياسي البرتغالي المتميز أمينًا عامًا للأمم المتحدة، وهو ما يؤكد مجددًا على مكانة البرتغال الدولية المتميزة ودورها الهام في صيانة السلم والأمن الدوليين. زيارة مصر وتابع السيسي: "ختامًا فخامة الرئيس، أود أن أعبر لكم مجددًا عن عميق شكرنا على حفاوة استقبالكم لنا في بلدكم الصديق، وأن أكرر دعوتي لفخامتكم للقيام بزيارة مصر في أقرب فرصة لنتمكن من مواصلة التشاور والتنسيق بشأن تطوير الشراكة بين بلدينا وشعبينا الصديقين".