بمجرد أن أعلنت وزارة الأوقاف، نجاحها في مشروع صكوك الأضاحى وتمكنها من تجميع مبلغ 13 مليون جنيه من المتبرعين، وتوزيع 200 ألف كيلو لحوم على الفقراء والمساكين، سادت حالة من الاستياء داخل مشيخة الأزهر الشريف، بسبب تصدر الوزارة للمشهد خلال الفترة الماضية، وتواجدها بين المواطنين. ومنذ أن ضربت السيول محافظتى سوهاج وأسيوط، سارع الأزهر الشريف بإرسال قافلتين إلى المحافظتين لحصر أعداد المتضررين هناك، لدفع تعويضات لهم على الفور، وفتح المعاهد الأزهرية لإيواء من تهدمت بيوتهم. واعتمد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، مبلغ 14 مليون جنيه تصرف للمتضررين من محافظتى سوهاجوالبحر الأحمر بواقع 20 ألف جنيه لأسرة كل متوفى، و15 ألفا للمصاب، ومثلها لصاحب البيت المتضرر، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يُقْدم فيها الأزهر على ذلك، خاصة أن محافظة البحيرة شهدت كوارث أكبر من تلك العام الماضى، ولم تحرك المشيخة ساكنا، إلا أن هذه المرة تعود بسبب لعب وزارة الأوقاف دورا هاما في التخفيف عن كأهل المواطنين خلال الفترة الماضية من خلال توزيع اللحوم وبدل "شنط المدارس" للفقراء، دون وجود أي دور يذكر للأزهر. ومن جانبه، أبى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن يتصدر الأزهر الشريف المشهد بأكمله، وقرر للمرة الأولى في تاريخ الوزارة إرسال قافلة طبية وإنسانية إلى مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، لإغاثة المتضررين من السيول، كى يكون له نصيب هو الآخر من كعكة السيول، بعد أن سيطرت المشيخة خلال الفترة الماضية على المشهد بسبب المساعدات التي قدمتها لأسر الضحايا والمصابين. ومنذ أن علم الأزهر الشريف، بنية وزارة الأوقاف فتح باب التبرع لتجميع بطاطين وتوزيعها على الفقراء بمحافظات الصعيد خلال فصل الشتاء، أعلن تبرعه ب100 ألف بطانية في حملة المليون، التي أطلقها الإعلامي عمرو أديب، لقطع الطريق تماما على الوزارة، وحرمانها من تصدر المشهد بمفردها، مثلما حدث تماما في مشروع صكوك ولحوم الأضاحى، الذي نجحت فيه باقتدار، بشهادة الجميع. من جانبها، قالت مصادر مطلعة بوزارة الأوقاف، إن الفترة المقبلة ستشهد صراعا بين الوزارة والأزهر الشريف فيما يخص العمل المجتمعى نظرا لرغبة كل منهما في السيطرة على المشهد وإقصاء كل منهما الآخر.