الفنانة داليا البحيرى.. ربما لونها وملامحها السمراء لعبا دور البطولة في تحويل وجهتها من العمل بالإرشاد السياحى إلى العمل كمذيعة، لتدخل بعده إلى عالم الفن، وهو الأمر الذي لم تخطط له يومًا ما، وما هي إلا سنوات، وعبرت الجميلة السمراء شاطئ النجومية عبر بوابة "محامى خلع" لتصبح واحدة من نجمات السينما في مصر، بل فتاة أحلام جيل كامل. طرق الحزن بابها أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، كان آخرها حينما توفى طليقها ووالد ابنتها "قسمت"، لكنها كانت تقاوم كل هذا بالصمود، وتخرج منتصرة في النهاية لتكمل مشوارها في عالم الفن. وبعد سلسلة طويلة من الأعمال الدرامية المميزة، صاحبها غياب سينمائى كامل على مدى سنوات تسع مضت، قررت "داليا" مؤخرًا العودة إلى عالم الفن السابع، حيث تستعد لخوض بطولة فيلم جديد مع الفنان أحمد الفيشاوي، من إنتاج ناهد فريد شوقي. وللحديث عن كواليس هذه الرحلة الطويلة، وسر غيابها عن السينما لفترة طويلة، وخطواتها الفنية المقبلة، حلت "داليا" ضيفة على صالون "فيتو" وكان هذا الحوار: في البداية.. ماذا عن حياة داليا البحيرى الخاصة بعيدًا عن أعين الكاميرات؟ حياة طبيعية للغاية، مثلها مثل حياة أي أم مصرية، استيقظ مبكرًا في السادسة والنصف صباحًا، من أجل ابنتى "قسمت" للتجهيز لرحلة ذهابها إلى المدرسة، وأمارس دوري كأم بشكل طبيعي، هي حياة متعبة لكنه تعب جميل ترى ثماره أمامك، كما أننى أمارس هذا الدور وأنا سعيدة للغاية، وهذا لا يجعلنى أشعر بالتعب. هذا يعنى أن حياة داليا البحيرى اختلفت كثيرًا بعد الإنجاب.. تعقيبك ؟ بالتأكيد، حينما تصبح مسئولًا أو عائلًا لأحد، هذا يزيد من خوفك على نفسك، مثلًا كنت أمتلك "موتوسيكلا" خاصًا بى وبعد وفاة والد "قسمت"، قررت بيعه، لأننى وجدت نفسى أفكر في حال لو أصابنى مكروه، ماذا ستفعل "قسمت" من بعدي، الأمهات تفكرن بهذه الطريقة، وكذلك الآباء، فالمؤكد أن هناك أشياء في حياتك تتغير كثيرًا، منها التفكير في الادخار المالى من أجل أولادك، أنا الآن حينما أريد شراء شيء باهظ الثمن أتراجع وأقول: "قسمت أولى"، نحن هنا في مصر نعمل لأجل أولادنا وهذا أمر لا يوجد في المجتمعات الأوروبية، وفيما يتعلق بالحفاظ على الصحة الأمر لم يتغير بالنسبة لي، أنا أحافظ على صحتى ومظهرى بشكل جيد. على ذكر الادخار المادي.. هل الأمان في الدنيا بالنسبة ل داليا البحيرى يعنى المال فقط؟ لا.. الأمان بالنسبة لى يعنى العيلة، والرجل، بمعنى أن يكون هناك "رجل في ضهرك" هذا الرجل من الممكن أن يكون أبا، أو أخا، أو زوجا، لكن الأمان من ناحية الزوج أمان من نوع مختلف، فالزوج يكون سندًا لزوجته بشكل أقوى، رغم أنه لا يوجد سند مثل الأب، المرأة تشعر بالأمان بوجود الرجل في حياتها بشكل عام، سواء كان أبا أو زوجا أو أخا. دعينا ننتقل للحديث عن مسلسلك الأخير "يوميات زوجة مفروسة" والذي حقق نجاحًا كبيرًا في السباق الرمضانى في آخر موسمين.. حدثينا عن سر اتجاهك للإطار الكوميدى خلال هذا العمل؟ أجابت ضاحكة: لا أعرف من الذي دفعنى في هذا الطريق، الأمر كان صعبًا بالنسبة لى أن أقوم بدور كوميدي، لأنك تخاطب جمهورا خفيف الظل بالفطرة، الشعب المصرى بطبيعته دمه خفيف، وبالتالى إنك تقدر تضحك شعب أو جمهور النكتة ملعبه، أمر بالغ الصعوبة، وأريد أن أكشف هنا أننى في الجزء الأول من المسلسل كنت خائفة جدًا، بل كنت مرعوبة، لكن مع مرور الوقت بدأت أشعر بالثقة وأنطلق. ما حقيقة ما يشاع أنه سيكون هناك جزء ثالث من المسلسل في رمضان المقبل؟ الحقيقة، لم نستقر بعد، المؤكد أنه سيكون هناك جزء ثالث؛ لأن المسلسل مطلوب والحمد لله، لكن لا أعرف إن كان سيدخل السباق الرمضانى أو سيكون قبله، ما زلنا نتشاور حول هذا الأمر. بعد غياب تسع سنوات عن السينما قررت داليا البحيرى العودة مجددًا من خلال فيلم جديد.. ما سر هذا الغياب الطويل؟ الحقيقة، كانت تُعرض عليَّ أعمال كثيرة، لكنها لم تكن مناسبة، ولا تنتمى إلى نوعية الأفلام التي أحب أن أقدمها، فرأيت أن الأمر لن يدفعنى خطوة للأمام ولن يضيف لرصيدي، وفى نفس الوقت كنت أجد ما أحبه في الدراما خلال هذه الفترة، وبالتالى "محبتش أبقى موجودة وخلاص" بمعنى أن أكون موجودة لمجرد الوجود فقط. وماذا عن فيلمك الجديد وهل يحمل فعلًا اسم "اللعبة شمال"؟ طبعًا لا، هذا اسم مؤقت وسيتم تغييره، ولا يمكن أن أشارك في فيلم بهذا الاسم، الجمهور لن يدخله بالتأكيد إذا سمع اسما كهذا، ما زالت لدينا اجتماعات مع فريق العمل والمنتجة ناهد فريد شوقي، ويتم إجراء بعض التغييرات في السيناريو، كما أنه سيكون هناك فيلم آخر "ماما وزيرة" وسيكون أول فيلم كوميدى بالنسبة لى في السينما من إخراج أحمد نور، ومن تأليف نادر سيف الدين، والفيلم يرصد بعض المشكلات التي تعانى منها المنظومة التعليمية في مصر، أقوم خلاله بدور امرأة تتولى حقيبة وزارة التربية والتعليم، وسيكون معنا الفنان بيومى فؤاد، الذي يجسد دور رئيس الوزراء في الفيلم، وتمضى الأحداث في إطار كوميدى خفيف. هل لديك مشكلة مع أفلام "السبكية" وماذا لو عرض عليك العمل معهم؟ أحب أن أعمل معهم، وليس لدى أي مشكلات مع أفلام السبكي. بعيدًا عن الفن.. هل ما زال قلب داليا البحيرى مفتوحًا أمام الحب كما سبق أن صرحت من قبل؟ أجابت ضاحكة: ماذا لو أغلق الإنسان قلبه في وجه الحب! الحب لا يتمثل فقط في حب الرجل للمرأة أو العكس، أنا لا أستطيع أن أعيش بدون الحب بشكل عام، ولو تحدثنا على الصعيد الرومانسى أو العاطفي،" أكيد عايزة يبقى فيه حب"، خاصة أن الحب بالنسبة للفنان أمر مهم جدًا، الرجل هو بمثابة سند للمرأة، في النهاية حينما سيكون هناك شيء من هذا القبيل سأكشف عن ذلك إن شاء الله. .