كشف اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الاسبق عن اعراض حمل فى مصر تهدد بثورة جياع او المطحونين لتزلزل دون هوادة عرش الاخوان لعجز الحكومة عن علاج المشكلات الاقتصادية المزمنة والمتعددة حتى الآن ليسقط عشرات الملايين والمهمشين فى دوامة الفقر والغلاء والبطالة والعنف بما ينذر بثورة لا يستبعد ان تنزل من خلالها القوات المسلحة سواء دعيت من الرئيس باعتباره رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة او من تلقاء نفسها لتأمين المواقع الحيوية فى البلاد التى تعد عمقاً استراتيجياً لها . وأوضح اللواء رشاد ل"فيتو" ان المصريين لم يحصدوا اى ثمار لمردود اقتصادى سوى زيادة معدلات الفقر والافقار وتآكلت الطبقة الوسطى وزاد عدد المهمشين والباحثين عن لقمة العيش فى حزام خطير مركزه العشوائيات التى تحاصر الاحياء الراقية فى كل محافظات مصر ومركزها الرئيسى فى القاهرة الكبرى بجانب الاحياء الشعبية المكتظة بالبشر والمشاكل دون ان تكون هناك خطة اقتصادية واضحة المعالم سواء على المستوى القصير او المتوسط ليشعر المصريون بأمل مقبل ليتحملوا فترة انتقالية دون توتر اجتماعى ينعكس على النظام القائم ويهدد باضطربات اجتماعية وهزات عنيفة . ويضيف رشاد ان ثورة المطحونين غير منظمة وليس لها قادة بل كل يذهب الى مقصده لينال منه ما يجده كافياً لسد معاناته من الجوع وهى ثورة عشوائية تحصد فى طريقها كل شىء ويصعب التنبؤ بما ينجم عنها من خسائر فى المقومات الرئيسية للدولة ومصالحها الاستراتيجية وممتلكات المواطنين . ويوضح ان صبر المصريين ينفد بضغوط الحكومة المتواصلة وسياستها الاقتصادية الوهمية التى تفتقد الى قاعدة معلومات قوية تتحرك عليها من خلال ارض الواقع لتبنى خططاً ملموسة وليست وهمية لتنطلق منها لحل المشكلات وهذا ما لم يلاحظه المواطنون حتى الآن بعد ان حاصرتهم ازمات رغيف العيش والبنزين والسولار وارتفاع الاسعار بلا مبرر وهشاشة مراقبة الاسواق والتحكم فى الغلاء الذى استعذبه التجار فى إفلاس المصريين . ولا يخفى اللواء رشاد ان اعراض ثورة المطحونين بدت من مظاهر العنف والسرقة والنصب والاختلاس والاختطاف مقابل فدية فى محافظات شتى كحوادث فردية لكنها مؤشر خطير امام صناع القرار السياسى فى هذا المنحنى الخطير لمسار مصر فى تحولها الديمقراطى تلازمه حركات احتجاجية وفئوية تعلن عن بركان غضب لمن ظلوا مهمشين بعد ان احسوا بعدم تجسيد طموحات المصريين فى الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية وسط تخبط اصحاب الخطابات المتصارعة حول آمال المصريين . ولا يخفى اللواء رشاد اذا ما حدثت قلاقل او اضطرابات جسيمة تخل اخلالاً خطيراً بالبلاد يجوز لرئيس الدولة طلب نزول القوات المسلحة الى الشارع سواء كان مجلس الشعب قائماً او منحلاً باعتبارها حامية الشرعية لتأمين المرافق الحيوية التى تعد عمقاً استراتيجياً لها لأن الجيش المصرى ليس جيشاً ايديولوجياً ولكنه جيش ذو عقيدة وثقافة وطنية يقدم الدعم للسلطات الشرعية التى يخضع لقيادتها عندما تحتاج اليه وتطلبه على غرار ما حدث فى السبعينيات فى 17 -18 يناير 1977 عندما وصفها رئيس السادات انها انتفاضة حرامية وفى عام 86 اثناء احداث الامن المركزى, ولذا لعب الجيش دوراً رئيسياً فى ثورة 25 يناير فى حماية البلاد من الفوضى وفى سد فراغ السياسة والشرعية ومساندة الثورة فى اصعب الظروف .