تتعرض مدينة رشيد الأثرية للاغتيال والاندثار وسط مخاوف من طمس معالمها الأثرية بحجة عدم توافر الموارد المالية حيث يعاني أشهر مسجدين أثريين بالمدينة للتدمير هما المحلي وزغلول بعد محاصرتهما بالمياه الجوفية. ويعاني مسجد المحلي من ارتفاع منسوب المياه الجوفية داخله مما يعرضه للتصدع والانهيار بعد توقف عمليات الترميم نظرا لعدم توافر اعتمادات مالية من وزارة الآثار الأمر الذي عرضه مؤخرا لسقوط اجزاء من مئذنته وسط فزع الأهالي من انهيارها بالكامل عليهم خاصة أنه بموقع حيوي مكتظ بالباعة الجائلين مما يعرض حياتهم وسلامتهم للخطر بالإضافة لانهيار أحد الآثار الإسلامية المهمة بالمدينة. كما تراكمت المياه الجوفية في مسجد زغلول الاثري الذي تم بنائه على مساحة 4 آلاف متر مربع في عام 985 هجريا و1577 ميلاديا ويرجع بناؤه إلى العصر المملوكي ويقوم على 244 عمودا من الرخام والجرانين تحمل نحو 200 قبة صغيرة حيث يعاني من حالة معمارية وانشائية سية خاصة بالجزء الغربي من الجامع حيث تراكمت المياه بجميع أجزائه وذلك لارتفاع منسوب المياه الجوفية حيث بدأت هيئة الآثار منذ عام 2006 في مشروع ترميمه ولم يتم الانتهاء من الأعمال حتى وقتنا الحالي لتوقفه نظرا لنقص الموارد المالية. أكد الخبير السياحي السيد العاصي أحد أبناء رشيد في تصريحات خاصة ل "فيتو" على وقوع تهديد على آثار مدينة رشيد نتيجة محاصرتها بالمياه الجوفية حيث مسجد المحلي رغم وعود محافظ البحيرة ووزير الثقافة والآثار بحلها من شهور إلا أنه توقفت عمليات الترميم ليصبح معرضا للتصدع والانهيار مع ارتفع منسوب المياه داخله، محذرا من وقوع كارثة كبرى بسقوط مئذنة المسجد. أشار العاصي أنه تم ترميم جزء من مسجد زغلول ولكن ترك جزء من المسجد الذي يحمل بين جدرانه عبق التاريخ للغرق في المياه الجوفية التي تنضح من الحوائط وتخترقها وتتسرب للخارج، وهو ما قد يهدد سلامة المسجد وينبأ بسقوطه. من جانبه أكد الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة أنه قد تم التنسيق مع وزير الآثار لاستئناف الأعمال المتوقفة بمسجد المحلى بمدينة رشيد فور انتهاء أعمال اللجنة المشكلة من كلية الهندسة جامعة القاهرة والاتفاق على فتح الجزء الذي تم الانتهاء من أعمال الاحلال والتجديد له بمسجد زغلول أمام المصلين مع سرعة استئناف الأعمال في الجزء المتبقى من المسجد وذلك نظرا لما يمثله مسجدى المحلى وزغلول من أهمية تاريخية وروحية لأهالي المدينة.