اتهم خبراء السياحة الحكومة بإهدار المال العام؛ بسبب التمسك باستمرار التعاقد مع شركة الترويج السياحي، رغم فشلها في مهمتها، مطالبين بتوفير الأموال واستغلالها في تطوير وصيانة الفنادق. وأكد ثروت عجمي، عضو غرفة شركات السياحة، أن شركة "جي دبليو تي" المسئولة عن تنفيذ حملة الترويج السياحي في الأسواق الأوروبية لم تحقق أية نتائج ملموسة على أرض الواقع، في الوقت الذي تتقاضى فيه الملايين من وزارة السياحة. وطالب ثروت عجمى وزارة السياحة بإنهاء تعاقدها مع الشركة فورا، مؤكدا أن استمرار التعاقد معها يمثل إهدارا متعمدا للمال العام ومن الأولى توجيه تلك الأموال لإعادة هيكلة الفنادق وتطويرها بعد أن تهالكت نتيجة الإغلاق وعدم الصيانة. وأضاف أن الشركة لم تحقق أية زيادة في معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من الأسواق التي قامت بتنفيذ الحملة بها وعلى رأسها السوق السياحى البريطانى كما أنه لاجدوى من قيام الشركة بإنفاق ملايين الدولارات في دول أوروبية تفرض حكوماتها حظر سفر إلى مصر. وأشار إلى ضرورة قيام وزارة السياحة باستبدال تلك الشركة المتخصصة في الإعلانات بشركة للعلاقات العامة تقوم بخطوات عملية لتغير الصورة الذهنية السلبية التي تشكلت لدى السائحين عن المقصد السياحى المصرى بطرق غير تقليدية تتميز بالعملية والواقعية كما تقوم شركة العلاقات العامة بتظيم لقاءات للشركات السياحية والفندقية المصرية بمنظمى الرحلات في الأسواق السياحية لتحديد المشكلات ووضع حلول فورية لها. وأوضح عضو غرفة شركات السياحة أن العاملين بالسياحة يواجهون كارثة بسبب الحصار السياحى الذي بلغ ذروته والشركات والفنادق عجزت عن تسديد اقساط قروض البنوك التي قاموا بالحصول عليها لاستمرار منشآتهم السياحية مفتوحة ودفع رواتب العاملين بها. وقال إن ماتفعله وزارة السياحة مجرد شعارات ولايوجد أية خطوات عملية لتنشيط السياحة إلى كل من الأقصر وأسوان التي تعد الأكثر معاناة على مستوى المحافظات السياحية. من جانبه، قال المهندس أحمد بلبع، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، أن الحكومة خذلت القطاع السياحى ولم تقدم له أي دعم يساعده على مواجهة الأزمة الأمر الذي ادى إلى تسريح مئات الآلاف من العمالة المدربة وإغلاق عدد كبير من الفنادق. وأضاف، أنه لاتوجد أي بوادر حقيقية لاستعادة الحركة السياحية الوافدة لمصر وأن الأوضاع تسوء يوما بعد الآخر، بسبب عدم وضوح الرؤية السياسية تجاه أزمة فرض حظر السفر من روسيا وبريطانيا على مصر، ولم تنجح أي محاولات حتى الآن في أثناء هاتين الدولتين عن قرارهما بالرغم من الجهود الحكومية المبذولة في تأمين المطارات المصرية وتنفيذ جميع الطلبات التي طلبتها الحكومتين الروسية والبريطانية. وأكد «بلبع»، أن الأسواق الجديدة التي تم طرقها مؤخرا لاستعادة الحركة السياحية الوافدة لمصر التي شهدت انحسارا كبيرا خلال الفترة الماضية مثل أسواق الصين والهند مازالت غير كافية لتغطية العجز والنقص الحاد في الحركة السياحية الوافدة لمصر، كما أن مبادرة تشجيع السياحة العربية الوافدة لمصر مازالت نقطة في بحر، قائلا انها لن تعوض غياب السياحة الأوروبية وخاصة الروسية والبريطانية. وطالب «بلبع» بتدخل عاجل من الحكومة لاتخاذ الإجراءات العاجلة لإنقاذ قطاع يلفظ أنفاسه الأخيرة من الانهيار التام بعد أن ارتفعت أعداد الفنادق المغلقة بالمناطق السياحية وتجاوزت الخسائر التي تكبدها القطاع أرقام فلكية خلال 6 سنوات عجاف بالإضافة إلى تشريد مايزيد على 50 % من العاملين بهذا القطاع والذين يتجاوز عددهم 4 ملايين عامل. وطالب رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال بضرورة إلغاء ضريبة القيمة المضافة وتطبيق القيمة الصفرية على قطاع السياحة الذي يئن منذ أكثر من خمس سنوات ومعاملته بل ومساواته بقطاع التصدير الذي يحظى بمعاملات ضريبية مميزة ويحصل على دعم حكومى أيضا رغم الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع بالإضافة إلى أنه لايتم تصدير خاماته بل تستخدم داخل مصر من السائحين الوافدين كما أنه يقوم بتشغل عمالة كثيفة علاوة على أنه القطاع الوحيد القادر على حل مشكلة تدفق العملات الأجنبية وحل مشكلة الدولار الحالية في حال تعافيه كما أشار إلى ضرورة إلى تأجيل تحصيل الضرائب لمدة أخرى حيث انتهت فترة الستة أشهر التي تضمنها قرار رئيس مجلس الوزراء كما تضمنت طلبات القطاع تخفيض رسوم الخدمات الأرضية بالنسبة للطيران الذي يحمل رحلات سياحية للطيران العارض، بالإضافة إلى تخفيض رسوم الهبوط بالنسبة للمناطق السياحية أيضا. وأكد عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال ورئيس لجنة السياحة، أن مشكلة إنهاء حظر السفر الذي فرضته العديد من الدول الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر ليست هي الأزمة الحقيقية التي تعانى منها السياحة المصرية حاليا ومستقبلا. وأضاف، أن المشكلة الحقيقية هي التدنى الشديد في الأسعار وانهيار سمعة مصر سياحيا بعد الضغوط التي بدأ منظمو الرحلات يمارسونها ضد أصحاب الفنادق في محاولة منهم للحصول على أكبر المكاسب في هذه الأزمة عند بدء استئناف الرحلات مجددا إلى المقاصد السياحية المصرية بعد انتهاء أزمة الانحسار السياحى التي تعانى منها مصر حاليا. وقال بلبع: للأسف الشديد معظم الفنادق أصبحت مهجورة وخاوية نتيجة للانحسار الشديد بل وتوقف الحركة نهائيا إلى الكثير منها وأصبحت المدن السياحية مثل مدن الاشباح التي كنا نسمع عنها، مشيرا إلى انهيار معظم البنية الأساسية والاستثمارات التي ضخها المستثمرون في المدن السياحية والتي تتجاوز 200 مليار جنيه، نتيجة توقف أعمال الصيانة والتطوير خلال الخمس سنوات الماضية نظرا للانخفاض الشديد الذي شهدته الإيرادات السياحية.
